وحبب إليه الخير والعلم ، وهانت عليه خشونة العيش ، فأخذ الفقه عن السراج قارئ الهداية ، وبدر الدين الأقصرائي.
ولازم العز ابن جماعة أكثر من عشرين سنة فأخذ عنه غالب العلوم التي كان يقرئها ، وهي : المنطق ، والحكمة ، والأصول ، والجدل ، والمعاني ، والبيان ، والنحو وغير ذلك ، وأكثر ذلك بقراءته.
وبحث في العروض على شمس الدين الأميوطي.
وحج ثلاث مرات أولها في أوائل القرن ، وجاور في الأخيرتين.
ودخل الاسكندرية مع أبيه ، والكرك ، وزار بيت المقدس ، وحضر بها دروس ابن الهمام.
وكان دينا خيرا ، عديم التردد إلى أبناء الدنيا ، مجانبا للأتراك كثير التواضع مع الفقراء ، حسن البشر لهم ، على سنن السلف في لباسه وهيئته وسكونه.
قصده الطلبة وانتفعوا به.
ولم يزل على أمثل حال وأقوم طريق إلى أن حج في سنة خمس وخمسين.
وجاور واشتغل عليه الطلبة فقدرت وفاته في ظهر يوم الاثنين سابع عشر شهر رمضان سنة ست وخمسين وثمانمائة بمكة (١) عن ثماني وستين سنة ، وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ، ودفن بالمعلاة.
وكانت جنازته حافلة رحمهالله ونفعنا به ، ولم يخلف بعده مثله في النحو والتصريف.
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٣٢١.