الكافياجي.
ودرس بمكة والمدينة في العلوم الفقه ، والأصلين ، والمعاني ، والبيان ، والنحو.
وناظر وباحث ، ونظم ونثر وأنشأ ، وصنف «شرحا للجرومية» ، وكان عالما ، ذكيا ، معيلا ، مقلا ، صابرا.
أقول : مات في مغرب ليلة الأربعاء خامس رمضان سنة ثمانين وثمانمائة بمكة المشرفة ، وصلي عليه بعد صلاة الصبح (١) عند باب الكعبة ، ودفن بالمعلاة عند سلفه قريبا من الفضيل بن عياض رضياللهعنه.
وأظنه كان أوصى أولاد أخوه أبو الخير أن يدفن عند أخيه أبي القاسم عند الشيخ أبي لكوط ، فما مكّن الحفارين من ذلك أولاد عبد اللطيف بن أبي السرور الفاسي ابن عمهم أنهم صاروا يستحقون التربة لكون بعض أقربائهم مدفون بها رحمهالله وإيانا.
أنشدني بقراءتي في يوم الأربعاء سادس عشر رمضان سنة إحدى وسبعين بالمسجد الحرام لنفسه :
توهم قلبي الحب سهلا وظنه |
|
ذا كما الهوى وسط الحشا داكنه |
فطل وفي الظبي الشرود وسنه |
||
خذوا بدمي هذا الغزال فإنه |
|
رماني بسهمي مقلتيه على عمد |
وقولوا له كم ذا المعنى بصده |
||
ودار وهل بعد طيف نجوى يرده |
|
ولا تزعجوه إن قلبي يوده |
ولا تقتلوه إنني أنا عبده |
|
وفي مذهبي لا يقتل الحر بالعبد |
وأنشدني في يوم الخميس حادي عشر شهر رمضان سنة إحدى وسبعين بالمسجد الحرام لنفسه مضمنا للبيت الأول باقتراحي :
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٥٩٩.