وعمّرها دارا ، وأوقفها على شراء الماء الحلو بالرباط المذكور ، وأوقف عليه أيضا أصيلة بأرض خالد بوادي مرّ من أعمال مكة المشرفة على منافع الرباط المذكور.
وعزل عن ميضأة بركة في سنة ثلاث وخمسين بالأمير بردبك التاجي ثم أعيد.
وولي نظر الجشيشة (١) المقررة بمكة على الفقراء من جهة القاضي جمال الدين يوسف ناظر الخاص في أثناء سنة أربع وخمسين ، وتولى تفرقة ما يرسله ناظر الخاص في كل عام إلى مكة المشرفة من الذهب والقمصان ، فكان يخصص بذلك من يريد ، واستمر الجميع بيده إلى أن مات.
ولما أن حضرته الوفاة أوصى لكل من الرباطين والميضأة بمائة أشرفي.
ورزق عدة أولاد ، ولم يخلّف غير ابنتين هما فاطمة وزينب فورثتاه مع عصبته أولاد أبي البركات محمد بن أحمد الزين.
ومات في مغرب سابع عشري جمادى الأولى سنة ست وستين وثمانمائة بمكة (٢) ، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ، ودفن بالمعلاة عند سلفه رحمهالله وإيانا ، وخلّف تركة طائلة.
أخبرنا القاضي مجد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الزين ، وابن خاله كمال الدين أبو الفضائل محمد بن محمد بن إبراهيم المرشدي ، سماعا عليهما بقراءتي مفترقين ، وسيدي والدي الحافظ تقي الدين محمد بن أبي النصر محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي ، سماعا عليه خمس مرات بعضها من لفظه وبعضها بقراءتي ، والقاضي جمال الدين عبد الله بن
__________________
(١) الجشيشة : طعام قوامه الحب المدقوق دقا خفيفا (لسان العرب ، المنجد).
(٢) إتحاف الورى ٤ : ٤٣٥.