خلعة الإمرة ، فطاف بالبيت أسبوعا والمؤذن يدعو له على زمزم. وبعد فراغه قرئ مرسومه بظل زمزم بولايته لإمرة مكة عوض السيد حسن بن عجلان ، وهو مؤرخ بنصف ربيع الأول ، ودعي له في الخطبة [يوم الجمعة سابع جمادى الأولى](١) وعلى زمزم ، وأعاد الدعاء لصاحب اليمن الملك الناصر (٢).
وفي اليوم الرابع عشر من ذي الحجة توجه السيد علي بن عنان وصحبته الأمير قرقماس ، وأحمد الدوادر ، والمماليك السلطانية صوب الشريف حسن بن عجلان ؛ لأنه بلغهم أنه نازل بقرب مكة ينتظر توجّه الركب ويدخل مكة ؛ لأنه روسل في الباطن ـ ليحصل في القبضة ـ أن الولاية له ، وبعد سفر الحاج يولّى ، فأنذر فانهزم على الفور ، فأدرك العسكر بعض جماعته من القواد العمرة فقتلوهم ورجعوا (٣).
وفي سنة ثماني وعشرين عزل الشريف علي بن عنان عن إمرة مكة ، ورسم السلطان مع أمراء الحاج بطلب الشريف حسن بن عجلان إلى الأبواب الشريفة ، فاجتمع بهم في الموسم بعد حلفهم ، وألبس التشريف ، وقرّر في إمرة مكة على عادته. وتوجه السيد علي بن عنان صحبة الحاج إلى القاهرة ، ثم اعتقل بالقاهرة إلى أن مات (٤).
وكان حسن المحاضرة ، يذاكر بالشعر ونحوه ، ليّن الجانب (٥).
__________________
(١) إضافة عن إتحاف الورى ٣ : ٦٠٥.
(٢) غاية المرام ٢ : ٤٨٥ ، وإتحاف الورى ٣ : ٦٠٥.
(٣) غاية المرام ٢ : ٤٨٥ ـ ٤٨٦.
(٤) غاية المرام ٢ : ٤٨٦.
(٥) مثل السابق.