واشتغل بالعلم كثيرا ، ودأب وجال وصحب الرجال.
وقدم مكة المشرفة بعد الثلاثين وثمانمائة بسنتين أو أكثر فقطنها ، وسكن بالزاوية المعروفة بالجنيد بجبل قعيقعان.
وكان من جلة العلماء وأهل السلوك.
يعرف كلام الصوفية معرفة تامة ، ويتكلم في علم التوحيد بعبارة بليغة فصيحة ، كلاما دالا على غزارة مادته ، مع اليد الطولى في غيره من سائر العلوم ؛ كالفقه والنحو والصرف والمنطق.
وأما علوم الأوائل فكان لا يجارى فيها ، وكان إليه المنتهى في معرفة علم الرمل.
وله مؤلفات منها : «تفسير وشرح على الحاوي» ، ورسالة سماها «علم المرقا لعلم العنقا» قرأها عليه الشمس ابن عزم سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.
وكان نير الشيبة ، فصيحا مفوها ، حسن الظاهر.
مات ظهر يوم الأحد ثامن عشري شوال سنة إحدى وستين وثمانمائة بمكة (١) ، وصلي عليه عصر يومه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.
٩٧٤ ـ علي بن أحمد بن مفتاح بن فطيس القباني.
معلم القبانيين بجدة.
مات في يوم الاثنين ثامن عشر شعبان سنة أربع وستين وثمانمائة بساحل جدة ، وحمل إلى مكة (٢) فدفن بالمعلاة.
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٣٧٩.
٩٧٤ ـ ابن مفتاح القباني (؟ ـ ٨٦٤ ه)
أخباره في : الضوء اللامع ٥ : ١٩٠.
(٢) إتحاف الورى ٤ : ٤١٤.