٩٥٥ ـ عطية بن سعيد بن عبد الله الأندلسي.
قال في «الصلة» : يكنى أبا محمد ، أندلسي حافظ.
سمع بالأندلس من أبي محمد الباجي وطبقته ، وخرج منها قبل الأربعمائة ، ذكر ذلك الحميدي وقال : أخبرني أبو محمد القبشي أنه طاف بلاد المشرق سياحة وانتظمها سماعا ، وبلغ إلى ما وراء النهر ، ثم عاد إلى نيسابور وأقام بها مدة ، وكان تقلد مذهب الصوفية والتوكل ، ويقول بالإيثار ولا يمسك شيئا ، وكان له حظ من الناس وقبول ، وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي حتى ضاق صدر أبي عبد الرحمن ، ثم عاد إلى بغداد. هذا معنى قول القبشي.
وقال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب : قدم عطية أبي سعيد بغداد فحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي ، وعبد الله بن محمد بن خيران القيرواني ، وعلي بن الحسين (١) الأذني حدثني عنه أبو الفضل بن (٢) عبد العزيز بن المهدي الخطيب قال لي : وكان عطية زاهدا ، وكان لا يضع جنبه على الأرض وإنما ينام محتبيا.
وقال أبو الفضل : ومات سنة ثلاث وأربعمائة فيما أظن. هذا كلام الخطيب.
قال لي أبو محمد الجندوني : ثم خرج عطية من بغداد إلى مكة فأخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي قال : لقيت عطية الأندلسي ببغداد وصحبته ، وكان من الإيثار والسخاء والجود بما معه على أمر عظيم ، إنما يقتصر من لباسه على فوطة ومرقعة ، ويؤثر مما سوى ذلك ، وكان قد جمع
__________________
٩٥٥ ـ ابن سعيد الأندلسي (؟ ـ ٤٠٣ ه)
أخباره في : تاريخ بغداد ١٢ : ٣٢٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٧ : ٤١٢ ، وطبقات الحفاظ ٤٢١.
(١) في الأصل : الحسن ، وما أثبتناه من تاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء.
(٢) زيادة على الأصل ، وانظر تاريخ بغداد الموضع السابق.