ومدينة طنجة مدينة بالمغرب قديمة على ساحل البحر فيها آثار كثيرة كبيرة وبينها وبين سبتة في البر ثلاثون ميلا وفي البحر (١) وأول من افتتحها عقبة بن نافع وقتل رجالها وسبى من فيها وهي على شاطئ بحر الزقاق على القنطرة المعروضة إلى ساحل الأندلس التي لم يكن في العالم مثلها وكانت تمر عليها القوافل والعساكر من ساحل طنجة إلى ساحل الأندلس فلما كان قبل فتح الإسلام طغي ماء البحر وزاد وخرخ من بحر المحيط إلى بحر الزقاق وأغرق هذه القنطرة وكان طولها اثني عشر ميلا واسعة المجاز اليوم في موضعها ثلاثون ميلا وتبدو هذه القنطرة لأهل المراكب يتحفظون منها ويقال أنها ستنكشف أخر الزمان وانه يجوز عليها الناس والله أعلم.
ومسافة ما بين طنجة والقيروان ألف ميل وهي طنجة البيضاء المذكورة في التواريخ وقيل إن عمل طنجة مسيرة شهر في مثله وإن ملوك المغرب من الروم وغيرهم (٢) من كانت دار مملكتهم والدليل عليه أن خراب طنجة إذا حفرت وجد فيها أصناف الجواهر.
وأما بلاد قسطيلية (٣) فإن مدنها مدينة توزر والحامة وقفصة ومدينة توزر هي أم مدائن قسطيلية وهي مدينة كبيرة عليها سور مبني بالحجر والطوب وفيها جامع محكم البناء وأسواق كثيرة حولها رياض واسعة فهي مدينة حصينة لها أربعة أبواب كثيرة النخل والبساتين والثمار إلا أن قصب السكر لا يصلح فيها وكذلك اللوز وحولها سواد عظيم من النخل وهي أكثر بلاد إفريقية تمرا وشربها من ثلاثة أنهار وتخرق من
__________________
(١) بياض في ثلاث نسخ وفي نسخة يوم وليلة.
(٢) بياض في ثلاث نسخ ولم ينبه عنه في نسخة بل حذف صاحبها لفظة من اصل العبارة الموجودة بعدها بالتي قبلها.
(٣) في ثلاث نسخ وأما بلاد فلسطين قسطيلية.