ذكر من ملك مصر قبل الطوفان
نقراوس وكان عالما بالكهانة والطلسمات ويقال انه بنى مدينة أقسوس وعمل بها عجائب كثيرة منها أنه عمل صنمين من حجر أسود في وسط المدينة إذا قدمها سارق لم يقدر أن يزول عنها حتى يسلك بينهما فإذا سلك بينهما أطبقا عليه فيؤخذ وكانت مدة ملكه مائة وثمانين سنة إلى قال.
وذكر بعض من آلف في أخبار مصر أن سفينة نوح طافت بمصر وأرضها فبارك نوح فيها وأن أولاده سكنوا مصر ومن ولد ولده مصر بن بيصر بن حام وقد دعا له جده فأجيبت فيه دعوته وأسكنه الأرض المباركة وفي بعض التواريخ لما مات مصر بن بيصر كتب على قبره مات مصر بن بيصر بن حام بن نوح بعد الألفين وستمائة عام من الطوفان ولم يعبد الأصنام وهو الذي بنى أهرام دهشور إلى أن ملكها يوسف عليه السلام وهو ابن ثلاثين سنة ثم دخل يعقوب عليه الصلاة والسلام وولده مصر وهم ثلاث وسبعون نفسا بين رجل وامرأة فأنزلهم يوسف بين عين شمس إلى الفرما (١) وهي أرض ريقفية وخرجوا وهمم ستمائة ألف وأن أولاد يوسف ثلاث وسبعون نفسا وخرجوا وهم ستمائة ألف أيضا ويعقوب عاش في أرض مصر ست عشرة سنة ومات ودفن في أرض كنعان فلملك مصر بعده فرعون وكان في عصر يوسف وأدرك يعقوب وهو قبطي من قبط مصر اسمه ظلمي وكان يكنى بأبي مرة من العمالقة واسمه الوليد بن مصهب (٢) وكان قصيرا وقد مكث أربعمائة سنة لم يصدع له رأس وكان يملك ما بين مصر إلى إفريقية وكان يقعد على كراسيه مائتان عليهم الديباج وأساور الذهب إلى أن غرق مع جنوده وأما يوسف فقد مات في مصر وحمل إلى بيت المقدس
__________________
(١) في حسن المحاضرة الغرما.
(٢) كذا في ثلاث نسخ وفي نسخة مصعب وفي حسن المحاضرة مصعت.