يجب عليهم زجرهم والنكر عليهم ما استطاعوا لقوله صلى الله عليه وسلم إذا رأى العالم بدعة ولم يغيرها فعليه لعنة الله أو كما قال وقد قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) الآية والعلماء خيار من خيار وأمته صلى الله عليه وسلم خير الأمم والعلماء هم خيار الأمة ولذا كانوا خيارا من خيار.
وأما السلاطين فيجب عليهم النكير والتغيير باليد إذ وظيفة العالم اللسان ووظيفة السلطان اليد لكن لما سكت العلماء زاد الناس في البدع واتسع الخرق على الرافع.
نعم فإن من يقتدى به من أهل العصر ممن ينسب إلى العلم بل إلى الصلاح يجلس معهن ويظهر للناس ودهن ويعلم الناس أنهن صالحات قانتات يعني اللاتي ذكرهن في القرآن العظيم بل يزعمون أنهن من أهل الحضرة في اعتقادهم وبعضهن في غاية الجمال والحسن فيخاف على نفسه من زارهن من غير شك ومع ذلك تبقى هذه المزورة مكشوفة البدن بل تظهر محاسنها للشبان ومن لا خير فيه بل قصد أكثر الناس الغرض الفاسد أن وصل إليه حتى صار بعضهن مرصادا للزيارة فلما أتاني بعضهن لام علي من حيث أن أفضل العلماء خالطهن ليلا ونهارا وأظهر صلاحهن في مجالس العامة والخاصة وكيف بك يا قليل النية ويا كثير الحيلة أن لا تأتي إلينا وتكون معنا فقلت لهن لا يحل لكن الاجتماع بالأجانب والاختلاء بهم لقوله صلى الله عليه وسلم ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما وقال أيضا باعدوا بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال وقال أيضا لو كان عرق الرجل في المشرق وعرق المرأة في المغرب أو العكس لتحانّا قلن في الجواب القلوب مع الله فلا علينا من الصور الظاهرة لقوله صلى الله عليه وسلم أن الله لا ينظر إلى صوركم وإنما ينظر إلى قلوبكم فقلت لهن فإن لم يكن