أيا سيدي خفق باني عبيدكم |
|
ذليل حقير بين قوم أراذل |
ونفس له شيطانية قد بلي بها |
|
هواه وإبليس ودنيا العلائل |
أفيضوا عليه سيدي من نوالكم |
|
عسى وعسى يعلو على كل كاهل |
ويفهم مولاي علوما دقيقة |
|
ويمشي خلي القلب من كل شاغل |
ومن جملة أهل وده هناك من الأئمة الأعلام أبو عبد الله سيدي محمد بن مقيل وصهر الأجل سيدي أحمد بن محمد المكني تقبل الله عملهم وأصلح فعلهم إذ أحسنا إلينا غاية الإحسان وفي تلك السنة لحقه الشيخ أحمد بن محمد الهشتوكي أخ له في الله وفي تلك الأيام قرأ هو وأصحابه على شيخه أبي العباس سيدي أحمد القصري تآليف على الربع المجيب نفعنا الله بهم.
نكتة تقدم لنا أن ترجمة لفظة طرابلس ثلاث مدن والأشهر في ضبطها فتح الطاء وضم الباء واللام وبعضهم يزيد ألفا ويسكن الطاء وقال التجاني في رحلته وكذلك رأيت الأجدابي يكتبها حيثها وقعت في خطه وعلى ذلك قول أحمد بن يحيى من قديم شعرائها في قصيدة له وهي :
لقد طال شوقي إلى فتية |
|
حسان الوجوه باطرابلس |
وقد عيل صبري فما مسعدي (١) |
|
على الشوق إلا دموعي الحبس |
قال بعضهم المختار أن تكتب بزيادة ألف فرقا بينها وبين طرابلس الشام فإنها بغير ألف وبخارج البلد محارس قديمة ومساجد كثيرة مشهورة الفضل والبركة وأثنى البكري على المسجد المعروف منها بمسجد الشعاب إذ قال إنه أعمرها وأشهرها في ذلك الزمان وأما الآن فهو خال لا عمارة به وأما زماننا هذا
__________________
(١) في نسخة وما نالني ... إلا دموع الحبس وفي أخرى إلا أدمعي البجس.