برهان الوحدانية](١) كالشيخ الأشعري وإمام الحرمين وغيرهما إلى أن قال وهو رأيي فأنت ترى أيها المخاطب أن هذه دسيسة دسها اللعين لهم ولم يتفطنوا لما هم عليه من الكفر إجماعا أن لم يحصلوا مرتبة التقليد أو على الخلاف أن حصلوها وأي مصيبة وبلوة ومحنة أعظم من الكفر بالإجماع أو على الخلاف فإن قالوا هذا ممنوع في حقنا وسند المنع كوننا على العلم فإننا نحفظ القرآن ونفهم السنة وأدلتها كافية وتقليد المعصوم كاف حسبما صرح به غير واحد كابن عرفة وغيره فما هذا إلا تحامل منك.
قلت هذا لا يسمن ولا يغني من جوع لما علمت أن بعض المعتقدات كالوجود والسلب (٢) غير الوحدانية فان فيها خلافا في الاكتفاء بدليل النقل فيها أو لا بد من دليل العقل وهو الراجح [فلا بد فيها من دليل العقل فلا يكفي فيها دليل النقل](٣) إذ لو عرف بدليل النقل لدار [وما دار لا يحصل علما](٤) وبيان الدور ليس هذا محله وكذا مصححات (٥) الفعل كالقدرة والإرادة والعلم والحياة فلا بد فيها من دليل العقل أيضا وحينئذ ما تخيلوه من الاكتفاء في التوحيد بأدلة النقل واضح الرد وما ذكره ابن عرفة من الاكتفاء به أما خاص بالمعتقدات كالذي يرجع (٦) للكمال كالسمع والبصر والكلام ونفي النقائص عنه فإنه يكفي دليل النقل فيها ولذا قال بعضهم أعني ابن زكري :
قالوا حديث النقص والكمال |
|
من الخطابة في الاستدلال (٧) |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط في نسختين.
(٢) في ثلاث نسخ السلوب.
(٣) ما بين القوسين ساقط في نسخة.
(٤) ما بين القوسين ساقط في نسخة.
(٥) في نسخة مصححة.
(٦) في نسخة كالتي ترجع.
(٧) في نسخة حديث الكمال من الخطابة في الاستدلال.