كأحد من هذا الجيش لأنكما موتوران ، ومولاتنا أخت أحدكما ، وابنة (أخي) الآخر. وسار المكرم في القلب وانطوى العسكر (فاصطدم
الجيش) ، والتقى القوم ، فقاتلت الحبشة التي كانت في القلب ،
وانطوى جناحها ، فانكسرت الأحبش ، وقتلوا قتلا ذريعا ، وهرب سعيد بن نجاح الأحول ، ومن
معه إلى دهلك وجزائرها ، ولم يزل القتل في الناس إلى صلاة الظهر على باب المدينة.
ثم كان أول
فارس وقف تحت الرأسين المصلوبين ، وتحت طاقة أسماء بنت شهاب ، ولدها المكرم أحمد بن علي الصليحي ،
فقال لها المكرم وليست تعرفه : أدام الله عزك يا مولاتنا. فقالت : مرحبا بأوجه العرب ، فسلم عليها صاحباه مثل سلامه. ثم سألت : من هو؟
فقال لها : أنا أحمد بن علي بن محمد : قالت : إن أحمد بن علي في العرب كثير ،
فاحسر لي وجهك حتى أعرفك ، فحسر الحديد عن وجهه فقالت :
مرحبا بمولانا
المكرم. وفي تلك الحالة أصابه الهواء فارتعش واختجلت بشرة وجهه ، وعاش عدة سنين.
وهو ينتفض وتتحرك بشرة وجهه. ثم قالت له : من صاحباك ، فسماهما لها. فوهبت لأحدهما
__________________