أسعد بن عراف (١) وعامر بن سليمان الزواحي (٢). وفلان وفلان من الملوك ، (ومولاتنا) (٣) تغمرني بإحسانها ، وإن ما ثلتني بأنسابها ، فوجدت في نفسي غضاضة من الدخول تحت منة مولاتنا أسماء بنت شهاب ، وكرهت أن أمد يدي إلى ظلم أحد من الرعايا والعمال. ثم غفوت فإذا بتراب ينتثر عليّ من السقف ، وهو مقرنس بالذهب ، فصعدت إلى سطوحه وكشفت السطح والسقف ، فوجدت صناديق من المال ، وفيها من الصامت والذخائر ، ما يزيد على ثلاث مئة ألف دينار ، فقدمت ثلث تلك الجملة ، فتصدقت به ، وصيرت ثلثها إلى مولاتنا ، وتخلصت من منتها. وتأثلت أموالا وأملاكا بالثلث الثالث ، وعاهدت الله تعالى ألا أظلم أحدا من خلقه ، فأقمت واليا خمس عشرة سنة (٤) لم يتعلق بذمتي منها إلا مالا أعلم به.
قال أسعد بن شهاب ، وكان مولانا علي بن محمد الصليحي قد ولى معي ثلاثة رجال ، كانوا أعوانا لي على [ما](٥) أردت من الكفاف والعفاف عن أموال الناس ، فمنهم أحمد بن سالم ، كان إليه أمر العمالة ، من وادي حرض إلى قريب من عدن ، فكان إليه أمر العمالة من الجهات ، وكان يحمل عن قلبي شغب العمال ، واستخراج الأموال ، ولا أحصر من أحواله ، إلا على حساب معمول ، أو مال محمول. ومنهم القاضي أبو محمد الحسين بن أبي عقامة (٦). وهو من ولد محمد بن هارون التغلبي ، الذي قلده المأمون بن الرشيد ، الحكم باليمن مع ابن زياد ، فكان قائما عني بأحوال (٧)
__________________
(١) في الأصل : عراق.
(٢) في الأصل : الرواحي.
(٣) زيادة لاستقامة المعنى (كاي).
(٤) معنى ذلك أنه ظل واليا عليها حتى سنة ٤٧١ ه. وهذا خلاف الواقع لأن أسعد بن شهاب توفي في نفس السنة ، في شهر شعبان سنة ٤٥٦ ، وتولى بعده الأمير الأعز محمد بن السلطان علي الصليحي (عيون : ٧ / ٧٦).
(٥) زيادة اقتضاها السياق.
(٦) قلادة : ٢ / ٢ ورقة : ٦٣٥ ؛ حاشية : ٥٧ (كاي).
(٧) في الأصل : بأموال.