وقال أيضا : «وقد استحقت التقديم والتفضيل على الفضلاء من الرجال ، وكان الإمام المستنصر أصدر إليها أجل أبواب دعوته ، فأفادها من علوم الدعوة ، ورفعت عن حدود الدعاة إلى مقامات الحج».
ومما مدحت به الملكة الحرة الصليحية قول الخطاب بن الحسن الحجوري ، وهو لا يمدح أحدا إلا الملكة الحرة ، وذلك من خالص ولائه وعظيم إجلاله لها :
هم النفوس على النفوس مدارها |
|
وبها تبين كبارها وصغارها |
وإذا تفرس في الورى متفرس |
|
ببصيرة لاحت له أخبارها |
رضي الأئمة سعيها فتوطدت |
|
في الأرض دولتها وقر قرارها |
وتواصلت بركاتها ممدودة |
|
منها حبائل ما استرم مغارها |
هي نعمة الله التي ما ماؤها |
|
ثمدا ولا معروفها مجحودا |
هي رحمة الله التي ما زال من |
|
فوق البرية ظلها ممدودا |
[عيون : ٧ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ؛ الصليحيون : ١٤٥ ـ ١٤٦ ؛ والملكة أروى : ١٥ ـ ١٧ ، وهي قصيدة طويلة اخترنا منها بعض الأبيات ؛ انظر تعليقاتنا على حاشية ٥٦ (كاي)].
حاشية (١٠) : وبعد رحيل ابن نجيب الدولة اختارت الملكة الحرة السلطان علي بن عبد الله الصليحي ابن أخي السلطان علي بن محمد الصليحي ، للدفاع عن دولتها ؛ ونعت بفخر الخلافة ، وقد مدحه الشاعر محمد بن أحمد بن عمران بقصيدة جاء فيها :
يا غاديا مزمعا في السير معتزما |
|
لا يتقي الأين والوعثا والألما |
واحمل سلامي إلى المختار من كتب |
|
فخر الخلافة والثم كفه أحما |
وحاز من نسب الأصلوح ذروته |
|
وحاشدوا عتلى الهامات والقمما |
ولكنا لا نعرف شيئا عما قام به علي هذا من الأعمال ، لأن المصادر التي تحت أيدينا لا تذكر عنه شيئا. ولكنه ورث هو وابنته الأميرة أروى بنت