وفيات كل من أبي السعود وأبي الغارات ، واللذان قد توقف في عهدهما دفع الخراج للملكة ، ولم يمكن أن نستخلص من الروايات التي وردت في مواضع أخرى من تاريخ عمارة ، أن أبا الغارات وسبأ بن أبي السعود كانا يحكمان في سنة ٥١٩.
ويحتمل أن يكون تعيين سبأ داعيا وقع في سنة ٥٢٥ أو في سنة ٥٢٦ [انظر حاشية رقم ١٠٢] ، ومنذ أن سقطت عدن في يد سبأ سنة ٥٣٣ ، ملك بنو زريع إقليم عدن وكان سلطانهم عليها سلطانا كاملا غير مقسم (١).
حاشية [١١٤] : بنو عنز (٢) بن وائل هم قبيلة متفرعة عن بني بكر (٣) ، وبني تغلب (٤) ، والثلاثة ينتمون إلى وائل ، وهم من سلالة ربيعة بن نزار.
حاشية [١١٥] : يذهب ابن خلدون في موضع آخر من كتابه (٢ / ٦٤) إلى نفس هذا الرأي ، ويقول : بأنه يتابع في هذا رواية السهيلي (ت ٥٨١ ه.). راجع ابن خلدون ، الذي يقول بأن الاسم القديم لصنعاء (٥)
__________________
(١) كان لبني زريع كذلك بعد وفاة الملكة : تعز والجند وجبلة وما يليها ، وظلوا عليها حتى استولى عبد النبي بن مهدي (٥٥٨ ـ ٥٦٩) على التعكر والجند وتعز وجبلة وغير ذلك من المعاقل والمدن ، وبقيت عدن في أيديهم حتى أزالهم عنها الملك المعظم توران شاه بن أيوب ، وتسلم بعده الملك طغتكين حصني الدملوة وحب ، حيث خرج منهما جوهر المعظمي والي بني زريع (الصليحيون : ٢٣٩).
(٢) هم بطن من العدنانية وهم : بنو عنز بن وائل بن قاسط بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (تاج العروس : ٤ / ٦٢) ؛ جمهرة أنساب العرب ص ٣٨٥ ـ ٣٨٦.
(٣) هي قبيلة عظيمة من العدنانية تنسب إلى بكر بن وائل (معجم قبائل العرب : ١ / ٩٣ ـ ٩٨).
(٤) وهي تنسب إلى تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى. (نفسه : ١ / ١٢٠ ـ ١٢٣).
(٥) كان اسم صنعاء في القديم أزال ، ولما فتحها الحبشة (٥٢٥ م) ووجدها مبنية بالحجارة حصينة ، قالوا هذه صنعة ومعناها حصينة فسميت صنعاء بذلك. وقيل سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عامر بن شالخ وهو الذي بناها (ياقوت : ٥ / ٣٨٦ ـ ٣٩٤).