باحة جازان ، ومنها إلى عثر ، ويقول الهمداني (١) : إن البحر عند رأس عثر معروف بموجه الشديد. يذكر المؤلف وادي حرض بين البلاد الأخرى في ديار الحكميين.
ويقول الأهدل بأن الشرجة هي ثغر حرض (ساحل حرض) ويسميها الخزرجي فرضة حرض ، والعبارتان تؤديان نفس المعنى. ويخبرنا ابن حاتم أن حرض كانت تسمى أيضا بمحل أبي تراب. وقد وجدت حرض مكتوبة على خريطة ووكر ، والخريطة الأخرى الحديثة لبلاد العرب ، ويتفق موقعها مع البيانات التي أوردها الكتاب العرب ، وأظن أنه يمكن أن نستنتج أن فرضة الشرجة تقع في هذا المكان أو على مقربة منه ، وتسمى في خريطة «إمارة البحر البريطانية» باسم رأس مصاحب ، على نحو ٣٣ ميلا إلى الشمال من لحية ، وربما كانت تقع إلى الجنوب بمسافة ما. وليس من الضروري أن نقول : إن القرية المسماة باسم الشرجة والموضحة في خريطة نيبهر ، والخرائط التالية ، وتقع إلى الجنوب من زبيد ، هي مكان آخر مختلف تمام الاختلاف عما تكلمنا عنه. ولم أعثر على ذكر لهذا المكان في كتاب من مؤلفات العرب التي رجعت إليها.
أما فيما يتعلق بعثر فقد جاء في الهمداني ، بأنها تقع إلى الشمال من باحة جازان ، ويمكن نفترض أنها هي نفس بلدة جيزان المدونة على خريطة إمارة البحر البريطانية ، وفي (ص ٤) يسمي الهمداني هذا المكان «عثر» ، ولكن العرب كما يقول ينطقونها عادة بتشديد الثاء ، ويقول بأنها فرضة بيش (٢). ويضيف الهمداني بأن عتود هي قرية تقع في سهول عثر ، ويرى أن المكانين مشهوران بوجود الأسود فيهما ، وقد ذكرت بلدة عتود في خريطة «إمارة البحر البريطانية» ، ويقول الأهدل بأن عثر هي قرية تقع بين حلي وحرض ، ويضيف بأنهما تخربتا منذ زمن طويل ، ويمضي في وصفه بقوله : إنه يقع في مقابلهما جزيرة تسمى باسم عثر. والمقدسي الذي كتب قبل
__________________
(١) صفة : ١٨٨.
(٢) وربما هي بيش في الخرائط الحديثة.