ابن سعيد : وسألت عرب البحرين وبعض مذحج عن اليمامة اليوم ، فقالوا : لعرب من قيس عيلان ، وليس لبني حنيفة بها ذكر [١١٩].
بلاد حضرموت : قال ابن حوقل : هي في شرقي عدن بقرب البحر ، مدينتها صغيرة ، ولها أعمال عريضة ، وبينها وبين عدن وعمان من الجهة الأخرى رمال كثيرة تعرف بالأحقاف. وكانت موطن لعاد وبها قبر هود عليه السلام. وفي وسطها جبال شبام ، وهي في الإقليم الأول. ولبعدها عن خط الاستواء ثنتا عشر درجة. وهي معدودة من اليمن. بلد نخل وشجر ومزارع ، وأكثر أهلها يحكمون بأحكام علي وفاطمة ، ويبغضون عليا للتحكيم (١).
وأكبر مدينة بها الآن قلعة شبام. فيها خيل الملك ، وكانت لعاد مع الشحر وعمان. ثم غلبهم عليها بنو يعرب بن قحطان. ويقال : إن الذي دل عاد على جزيرة العرب هو رقيم بن أرم (٢). كان سبق إليها مع بني هود فرجع إلى عاد ودلهم عليها. وعلى دخولها بالجوار. فلما دخلوا غلبوا على من فيها ، ثم غلبهم بني يعفر بن قحطان [١٢٠] بعد ذلك. وولي على البلاد ، فكانت ولاية ابنه حضرموت (٣) على هذه البلاد. وبه سميت الشحر ، من ممالك جزيرة العرب. مثل الحجاز واليمن. وهو منفصل عن حضرموت وعمان. والذي يسمى الشحر قصبته. ولا زرع فيه ولا نخيل ، إنما أموالهم الإبل والمعز ، ومعاشهم من اللحوم والألبان ومن السمك الصغار ، ويعلفونها للدواب ، وتسمى هذه البلاد أيضا بلاد مهرة ، وبها الإبل المهرية. وقد يضاف الشحر إلى عمان ، وهو ملاصق لحضرموت ، وقيل هو ساحلها.
وفي هذه البلاد يوجد اللبان ، وفي ساحله العنبر الشحري ، وهو متصل
__________________
(١) في الأصل : للتحكم.
(٢) ابن حوقل ـ طبعة دي خوي : ٣٢ ، والأصطخري : ٢٥ (كاي).
(٣) انظر التعليق على الحاشية : ١٢٠.