مشويا ، وثلاثين جاما من الحلاوة. وأما الذي جلس عليه الوزير فكان في طول قاعة البستان الذي لعثمان ، وهي خمسون ذراعا. فلما رأى الوزير ذلك ، امتعض حسدا لعثمان على همته ، وسرعة ما تأتى له من تلك الأسمطة وكانت أربعة. ثم فرق عثمان على حواشي الوزير خمس مئة خروف ، وأنهب العسكر تلك الأسمطة ، وفرق على حواشي الوزير ثلاثة أبهرة (١) سكر ، وهي تسعة قناطير. ثم انتقلنا إلى مجلس الوزير (٢) وكنا سبعة [٨٤]. فلما انصرفوا قلت لعثمان : إنك بهيمة لا عقل لك ، أترى (٣) الوزير إنما زارك لأكلة أو شربة ما أقصر همتك ، وأعمى بصيرتك ، قال : فدبرني. أعرض عليّ ما عندك ، فذكر الخيل والعدد الجمال (٤) ، والألطاف والذخائر ، فأظهرت له في كل شيء نقيصة ، وقبحته عليه. قال : فما ترى ، قلت : انظر هدية لا تخبأ في الخزائن ، ولا تغيب عن عينه ، فإن المقصود أن يذكرك (٥) بهديتك كلما (٦) نظر إليها. قال : ما عندي سوى وردة. وهي روحي فإن كانت تصلح له نزلت عنها ، ولو أني (٧) أموت. قلت : إن قبلها فهي مما تصلح له. قال : فتحدث معه فيها ، فإن قبلها فلك عندي ألف دينار ، ثم أمرنا بإحضارها ، عاشرة عشر ، فقبّلن يد الوزير ، ثم اندفعن يغنين بين يديه مكشوفات الوجوه. وأوصيت الوزير أن يعرض عن وردة ويستحسن غيرها. ففعل ذلك مما قوى عزيمة مولاها في قبولها منه. فلما سكر عثمان ونام ، وسكر النسوة إلا وردة ، فإني كنت أريد صحوها ، قمت إلى المستراح ، فاستدعيت وردة فأعلمتها القصة فقالت : لا أرغب (٨) إلا في مولاي. فاستدعيت الوزير إلى مجلسي ، ودخلت أنا ووردة عليه. فوعدها ومناها ،
__________________
(١) انظر حاشية : ٧٩ (كاي).
(٢) في خ : مجلس الشراب.
(٣) في الأصل : أرى.
(٤) في الأصل : والمال.
(٥) في الأصل : أن يكون يذكرك.
(٦) في الأصل : فلما.
(٧) في الأصل : وأن أموت.
(٨) في الأصل : أغب.