عن سائر البقاع وأعجوبة هطول الأمطار.
وبهذا يمكن القول إن تأليف الكتاب انتهى بنسخته الأولى في المحرم من سنة ٥٤٤ ه وهي النسخة التي رآها المؤرخ فصيح الخوافي ، ونسخت آخر مسودة له في ٤ شوال سنة ٥٦٣ ه.
الأسرة والبدايات الدراسية
كان أسلافه الذين عرفوا بالحاكميين والفندقييين ـ نسبة إلى الحاكم فندق بن أيوب ـ والذين ينتهي نسبهم إلى الصحابي خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين (رض) ، مقيمين في قصبة سيوار من نواحي بالشتان من توابع بست وهي «بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة (١)» (في أفغانستان الحالية) ، ثم إن جدّ جده وهو الحاكم فندق بين أيوب المتوفى سنة ٤١٩ ه (٢) هاجر من تلك البلاد إلى نيسابور وعين قاضيا مفتيا بأمر من السلطان محمود ورعاية وزيره أحمد بن الحسن الميمندي (تولى الوزارة سنة ٤٠٠ وظل فيها حتى سنة ٤١٦ ه) ، ولا نعلم الفترة التي مكث فيها بهذا المنصب لكنه طلب إعفاءه من هذا العمل واشترى بناحية بيهق ضياعا في قرية سرمستانه من حدود الناحية وأقام فيها منيبا عنه من يدعى العزيزي في منصب قضاء بيهق ، وأوكل قضاء مدينتي بسطام ودامغان لنجليه الحسن وأحمد. وكل ذلك دال على ما كان يحظى به من هيمنة سياسية ودينية.
وقد تولى أولاده وأحفاده ـ ومنهم مؤلفنا علي بن زيد ـ منصب القضاء بمدينة بيهق.
أما والده شمس الإسلام زيد (٤٤٧ ـ ٥١٧ ه) ، فقد أقام في بخارى عشرين عاما ونيفا لا ندري العمل التي كان يمارسه ، لكنه ـ كما يقول نجله ـ اختلف إلى علماء تلك البلاد ممن ذكر المؤلف بعضهم في تاريخ بيهق وصاحب بعض مشاهير تلك البلاد من
__________________
(١) الأنساب ، ١ / ٣٤٨.
(٢) ترجم له في المنتخب من السياق (ص ٤٥٨) ولقب بالفقيه الحاكم البستي ولقبه مؤلفنا في غرر الأمثال (الورقة ٨٨ ب) بالفارمذي (نسبة إلى فارمذ من قرى طوس).