[٦٥] ذكرنا طرفا
من بيوت سادات هذه القصبة الذين زيّن ثياب فضائلهم طراز الدوام ، على تعاقب
الليالي والأيام ، ب «كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي» ، ولا يوصف بالإفراط من غالى وبالغ في إغراق بنان بيانه
ولسانه في شرح مناقبهم ، بل هو مشكور السعي والأثر ، ومرضي العيان والخبر ؛ وقى
الحق تعالى من الزلة أقدامه ، ومن الخطأ والشبهة أقلامه ، ومن الغواية والضلالة
أحلامه ؛ ولا جعله في الدارين قرين الخسار ، ورديف الإدبار :
إليهم كل مكرمة
تؤول
|
|
إذا ما قيل
جدّهم الرسول
|
كفاهم من مديح
الخلق طرّا
|
|
مقال الناس
أمّهم البتول
|
ولم ينبغ في هذه
الأرض والديار أحد من الملوك ، إلا أمراء الجيوش ، كما سنأتي على تفصيل هذا فيما
بعد.
فصل : جرت العادة
في تواريخ البلدان ، أن تذكر فيها أنساب وتواريخ ملوكها ، ولأن عادة أرباب هذه
الصناعة قد مضت على هذا النسق ، فالأولى أن يقتدي المتأخر بالمتقدم ، «فإن الفضل
للمتقدم».
[٦٦] تاريخ الطاهريين
وعدد ملوكهم
أولهم : ذو
اليمينين طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق ، وكان مولّى من قبل الخليفة المأمون.
الثاني
: طلحة بن طاهر ،
وكان عالما ونحويا ، وقد قصده سيبويه للاتصال به ، إلا
__________________