[٣٤] وكان أول عمارة المدينة هو ما بناه بيهه وهو أول حدّ هذه المدينة ، أما انتهاؤها فحدّه قومس ، وقد حوّلت خوار وطابران من قومس وأضيفتا إلى بيهق ، كما ذكر في كتاب الثار (١).
أما جاجرم فهي جزء من جوين ، وتدعى خوار ب «خوار بيهق» ، وكان خراجها ـ إلى عهد قريب ـ يجمع مع أموال بيهق.
وعرض المدينة من قرية سبه ، التي هي حد ولاية طريثيث ، إلى قرية نوديه تماما.
وقد قال أمير خراسان عبد الله بن طاهر (٢) رحمهالله ، الذي على يديه تمت عمارة نيسابور ونواحيها : خير قرى بيهق جلين ، وأطيبها فريومد ، ولا بأس بالسدير والحارث آباد.
ومن مجموع قرى بيهق التي كان عددها على عهد ملك خراسان ، أمير المشرق عبد الله بن طاهر ٣٩٥ قرية ، كان الخراج يؤخذ على ٣٢١ قرية منها ، وكان مقداره على عهد ملوك آل طاهر رحمهمالله ٧٩٦ ، ١٧٨ درهما ، وأعشاره من ٧٤ قرية هو ٧٥٨٠٠ درهما.
ومدينة بيهق مقسمة على اثني عشر قسما ، كل قسم منها يسمى ربعا. ولا يمكن لأحد منها أن يزيد على الربع ، ذلك أن الرّبع هو واحد من أربعة ، فالمراد إذن الرّبع وليس الرّبع ، وقد ورد في كتاب مجمل اللغة لابن فارس أن الرّبع : محلة القوم ، فكل مكان تجمع فيه قوم متجاورين وبنوا فيه وعمروه يسمونه الرّبع لدى العرب.
__________________
(١) جرى التعريف به فيما مضى وهو الثار في تاريخ خوار.
(٢) عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعيّ ، ولاه المأمون خراسان وظهرت كفاءته فكانت له طبرستان وكرمان وخراسان والري والسواد وما يتصل بذلك واستمر إلى أن توفي بنيسابور سنة ٢٣٠ ه (الأعلام ، ٤ / ٩٣) ، وفي البلدان لابن الفقيه الهمذاني (ص ٥٧٢) أن المعتصم ولاه خراسان والري وقومس وجرجان.