وعاد والقبول ، بحاله وكاد يؤدى التعصب له إلى القتنة ، فبعث نظام الملك الوزير يستحضره ، من بغداد ، وبقى أهل بغداد بعد ما فارقهم عطاشا إليه منهم من لم يفطر سنين ، ومنهم من لم يحضر مجلس تذكير قط.
أشار الصاحب الوزير إليه بالخروج إلى خراسان ووصله بصلات سنية ، ودخل قزوين ولقى بها القبول التام وحصل من أهلها على ألف دينار ، وكان أكثر صفوه فى آخر أيامه إلى رواية الحديث ، ومصنفاته فى التفسير ، والاصول والفقه مهذبة متداولة كثيرة الفائدة.
سمع صحيح البخارى من أبى عثمان العبار ، عن أبى على محمد بن عمر الشبوى عن الفربرى وصحيح مسلم عن عبد الغافر الفارسى باسناده وغريب الحديث للخطابى عن الفارسى ، عنه ومسند أبى عوانة ومسند الطيالسى أبى داؤد عن أبيه ، عن الاستاذ أبى بكر بن فورك عن ابن خرزاد الأهوازى ، عن يونس بن حبيب عنه ومصنفات والده عنه ، وكتب إليه هبة الله بن الحسن الكاتب القزوينى ، مع جزء من شعره وكان قد استدعاه فى أبيات قبل هذه :
ألا أيها الشيخ الامام الذى له |
|
سماء على زهر النجوم لها شهب |
ويا من به أضحت قشير وفضله |
|
وكل الورى قشيروهم فيهم لب |
هنيئا لروض المكرمات فانه |
|
يحب به من سحب الغامة غرب |