حديث سفيان لأبى عمرو البحيرى فقلت والله ما رأيته فتحيره وأثنى علىّ وفى معجم شيوخه ما يطلع على كثرة شيوخه ، وروى عنه ابنه الواقد ابن الخليل وإسماعيل بن عبد الجبار ، وكثير من الناس ، توفى على ما رأيت بخط بعض العجليين المعتنين بالتواريخ ، لسنة ست وأربعين وأربعمائة.
وكتب الامام هبة لله بن زاذان إلى الشيخ أبى زيد الواقد بن الخليل يعزيه بوفاة والده الحافظ أبى يعلى : كتبت والمدامع منهلة ، وقوى النفس منحلة والعزاء مغلوب والصبر مسلوب والجزع أليف والهلع حليف والسلوان عازب ، والحزن عالب ، والفكر مدخول والخاطر مذهول بالنباء العظيم ولرزء المقعد المقيم.
الذى زعزع الدين ركنا ونسف للشرع كهفا وحصنا وطمس للعلم بحما ، كان لأعداء السنة والجماعة رجما وغادرا للبيب حزيبا ، والوقور من الحلم سليبا ، ذلك حادث قضاء الله سبحانه وتعالى فى الشيخ السعيد الامام أبى يعلى الخليل الذى كان لحديث رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم النظام ، فيالها من رزية نكأت لى قرحا بل زادت على جروحى التى أصبت بها جرحا ونقضت عروة الاسلام وثيقة واحرقت منه روضة وحديقة فانا لله وإنا إليه راجعون ، ولحكمه تعالى ، مستسلمون وبقضاء المعلوم له سبحانه راضون.
ثم أقول : يا لهفى على فراق شيخ كان بقية بيت الكبار فى عصر الشيوخ ذوى الأقدار أفنى العمر العزيز فى العلم وتحصيله على جمله وتفصيله ثم عنى بأدق أصنافه وأشرف أجناسه فى أوصافه وهو علم الحديث ،