أبو بكر بن سليمان الحاجى الصناعى ، سمع الأستاذ الشافعى ، سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
أبو بكر ابن شاذان بن غازى بن أحمد الشاذانى القزوينى العارف ذكر لى نسبة ابن أخيه عبدى بن عبدى بن شادان أحد أجلة الناسكين والكبار السالكين وله المقامات المحمودة والكرامات المشهورة ، وذكر غير واحد من الصالحين أن أبا بكر كان من الصديقين وكان يأكل من كسب يده ، وسمعت الشيخ الامام محمود بن إبراهيم الفضل يحكى عن أحواله ، وصدق فراسته ما يقضى منه العجب ، وكان فى ابتداء أمره كثير الدخول على الشيخ والتردد إليه وكان يؤم له فى الفرائض والشيخ يسميه الزاهد الصغير.
مما حكاه أن قال دخلت الدار يوما ، فقدمت والدتى إلىّ طعاما ، فاستحقرته ولم أكل غضبا ، وخرجت من الدار ، ورددت الباب بعنف غيظا عليها ، ودخلت على الشيخ وكان قد عاد من الباغ (١) ، المسحاة موضوعة بقربه فأخذها وهم بضربى وتادبنى بها ، وقال تغضب على والدتك وتضرب الباب فى وجهها ثم تدخل على وكان رحمهالله طويل الفكر ، دائم الحزن قليل الكلام كثير الخشوع نحيفا.
كان فى خلال عمله فى الكروم ، ربما عرض له حال وخاطر فيترك العمل ، فيجلس طويلا متفكرا مطرق الرأس ، ثم يقوم ويعود إلى ما كان فيه وذى النوركا الشمعة تلمع من فقار ظهره عند تفكره
__________________
(١) الباغ فارسية معناها البستان.