وفيها نعبدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى قال فيرمى به من السماء وتلا هذه الآية (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ).
قال فيعاد إلى الأرض فتعاد فيه روحه ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ، ويجلسانه فيقولان من ربك وما دينك فيقولان : ما تقول ، فى هذا الرجل الذى بعث فيكم فلا يهتدى لاسمه فيقال محمد ، فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون ذلك ، فيقال لا دريت ، فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويمثل له عمله فى صورة رجل قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول أبشر يعذاب من الله وسخط.
فيقول من أنت فوجهك الوجه الذى جاء بالشرّ ، فيقول أنا عملك الخبيث والله ما عملتك الا كنت بطئيا عن طاعة الله سريعا إلى معصية الله.
قوله : فانتهيا إلى القبر ولم يلحد فجلس ، إنما جلس ليتم اللحد فان المستحب للمشيع أن يمكث إلى مواراة الميت.
قوله كأنما على رؤسنا الطير معناه إنا كنا جمودا لا نتحرك تعظيما لأمر رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ورعاية لأدب مجلسه كما أن من على رأسه الطير لا يتحرك لئلا ينفر ورفع البصر وخفضه يشعر بالتفكر ، وهو اللايق بحال حضور الجنازة والحضور فى المقبرة والأمر بالعياذ من عذاب القبر ، فى تلك الحالة كأن سببه اطلاعه على معذبين هناك.
قوله فى قبل من الآخرة : قبل الشئ أوله ومقدمه إما زمانا كما يقال كان ذلك فى قبل الصيف واما مكانا كما يقال وقع السهم قبل الهدف.