وأمرنى أن أحدث فى السماء كما كنت أحدث فى الأرض فأجتمع على الملائكة ، واستملى على جبرئيل عليهالسلام وكتبوا بأقلام من ذهب.
محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن أبو عبد الله الخطيب المكى ثم الرازى صاحب اليد الطولى فى أصول الكلام ، وعلوم الأوائل وافر التصرف والتصنيف والاعتراض على الحكماء والمتكلمين انتشرت مؤلفاته فى البلاد ، واعترف أهل العصر له بالتبريز والتقدم فى الفنون واشتهر فضله ، حتى أسرف فى شأنه مسرفون ، وكان أبوه خطيبا بالرى متكلما فصيحا وورد هو قزوين فى أول شبابه ويكلم فى مجلس النظر وأتذكر أنى أحضرت ذلك المجلس على سبيل النظارة وأنا صغير.
ثم سافر إلى خراسان وخوارزم وما ورآء النهر ووجد عند كبرائها وسلاطينها الرفعة والجاه التامّ ، وكثرت تلامذه واصحابه ولم ألفه بعد ما فارق قزوين ، وأخبرنى الامام محمد بن أبى سعد الوزان رحمهالله أنه حين دخل الرىّ فى صحبة سلطان خوارزم تفحص عن حالى غير مرة ، وكان يحسب أننى مقيم هناك ، ويحب أن يكون بيننا تلاف وصنف أيضا فى تفسير القرآن وفى أصول الفقه والنحو وغيرها وطول كتابه فى التفسير وأكثر فيه من كل فن وكان قد طالع حين دخل الرى من تفسير والدى رحمهالله مجلدات.
رأيت كتابا كتبه بعد ما رجع إلى خراسان إلى الامام محمد بن أبى سعد الوزان رحمهالله سأله فى أن يكتب له تفسير قوله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) من كتاب والدى وينفذه إليه