أبا سعيد بن أبى الخير رحمهالله كذلك كانت عادته ، وحكى أن بعض اصدقاء الشيخ اهدى إليه كتابا بعد ما ترك مطالعة الكتب فعرض الخادم الكتاب عليه ، وطالع صفحة منه ، فى يد الخادم ، فلما أمسوا ودخل الشيخ بيت خلوته سمعه أهل الدار يقول غير مرة الأمان الأمان تبت فقيل له من الغد سمعناهم البارحة يقولون كذا فما سببه ، فقال عوتبوا على مطالعة ذلك الكتاب ، فتابوا فقبلت توبتهم قال والدى : فقلت للشيخ رحمهماالله ما معنى العتاب على مطالعة الكتاب فقال لا يحسن العود إلى الطريق بعد الوصول إلى المقصد.
سمعت صدر المعالى ، يحكى عن أبى القاسم المعروف بحدبان المدفون بقرميسين ، وكان من الكبار أنه قال كنت أجول فى جبال لكام أطلب لقيا القطب فقيل لى ان فى موضع كذا واديا اخضر فى وسطه ، صخرة هو قاعد عليها أن رأيته بالليل رأيت على كتفيه عمودى نور يذهبان فى السماء ، فلم أزل أسعى حتى انتهيت إلى ذلك الموضع فرأيت على الصخرة التى وصفت لى شابا اشقر يديم نظره إلى السماء ورأيت أفواجا ، ينزلون من السماء ، ويطوفون حوله ويقبلون يده ويرجعون إلى السماء فأخذتنى هيبة عظيمة ، ثم انبسطت فطفت أنا أيضا حوله ، وقبلت يده وأقمت مدة فما رأيته يتغير عن تلك الحالة إلا أنه يصلى المكتوبات الخمس وكنت أريد ان أسمع كلامه وأنظر من أين يأكل فقيل لى يا سليم القلب أتطمع فى ذلك وانه من مائة سنة وأكثر على هذه الحالة لا يتغير عنها.
سمعت الامام عبد الرحمن الاكاف سمعت أبا القاسم الأنصارى ،