فصل فى بره باقاربه وأولاده
وجيرانه وسائر الناس
ما ورثه من أبويه من العقار والمنقول ، ولم يكن بالنافه آثر به أخواته وصرفه إلى أجهزتهنّ ، حين عزم على السفر ، وخرج مجردا وكان لا يترك تعهد الماضين ، من ذوى رحمه بالدعاء والزيارة والصدقة وإذا مرّ بقبورهم فى شغل عرّج ، ودعاء وقال إذا مررت بباب الصديق ، ولم تقرعه فقد جفوته ، وكان بعض بنى أعمامه فى ذى الصالحين ثم ابتلى بفترة وتهتك ، وشرب الخمر ، فوجم لذلك ، ولم يزل يراجعه لطفا وعنفا ويعمل كل تدبير فى استصلاحه ، وأحضره داره ، وهو سكران مرتين إشفاقا عليه ، من أن يعربد وتجهيلا له فأثر فيه ذلك ، وتاب.
كان رحمهالله وافر الشفقة على أولاده معتنيا بشأنهم ، مبالغا فى ضبطهم ، وتأديبهم ومن عظيم إحسانه بى إحتياطه فى أمر تربيتى ، طعاما وأداما وكسوة ، فسمعته رحمهالله غير مرة يقول : لم أطعمك ولم ألبسك إلا من وجه طيب ، إلى أن تمّ لك سبع سنين ، ثم كثر الأولاد ، والمؤن ، ولا آمن تداخل الشبهات ، وربما بكى عند ذلك ، وقال نجا المخفون ، كنت أخدمه فى مرض وفاته اشالة وأسناد او إضجاعا ، وأرفق به بقدر الطاقة ، فوقع ذلك منه الموقع ، ودعالى بالسعادة مرارا ، وهو من ذخائرى ، وكان يبر إلى الجيران ويلاطفهم وربما استحضرهم واستمع