مستوية بالقرب منها جبل يمنع من وصول الرياح الطيبة إليها ونزاهة مياهها عن المستخبثات لأن قنواتها تجرى تحت الأرض حتى تنصب فى الحياض بحسب الحاجة ونظافة مواضع الفراغ فيها ونفاسة أرضها سيما قصبة البلد.
سمعت غير واحد من رؤسا نواحى الرى يقول لو كان عندنا مثل هذه الأرض لحصل من الجربب الواحد كذا وكذا لغزارة مياهها.
منها جودة الحبوب بها ونقاؤها وكثرة ننزلها.
منها طيب ثمارها على وفور منافعها ، وقصور مضارها وللاطناب فى مثل هذا مجال لمن يعنيه ، ورأيت لأبى العميس محمد بن إسماعيل المكى فصلا يصف فيه الرى وقزوين مدحا وذما ويذكر ما يفضل به كل واحدة منها للاخرى قال فيه بعد وصف الرى.
أما قزوين فانها أبين فضلا وأشرف أهلا ، ثغر من ثغور المسلمين وأهلها من العرب المشهورين وهى باب من أبواب الجنة العمل بها أفضل ، والثواب فيها أجزل النائم فيها كالعابد والمقيم فيها كالمجاهد ، وحصنها أمنع ، وسورها أجمع ، وماؤها امرأ وخبزها أشهى ، وكرومها أعجب ، وأعنابها أعذب وعصيرها أحدّ ، وشرابها أشدّ وهى بعد أرخص أسعارا ، وأكثر ثلوجا وأمطارا.
استغنت بنفسها عن الرى أن تمتاز منها ، وافتقرت الرى إليها فان تستغى عنها ، وأهلها اسرع إلى الدعاء ، وأثبت عند اللقاء وأعلم بالحروب ، وأسرع فى الخطور ، راحلهم جلد ، وفارسهم فهد ، إلى أن عكس فقال