سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
فصل فى إبتداء أمره بعد العود من السفر
اغتنم الأقارب والأباعد ، قدومه وأكرموا مورده ، وخرج بعضهم لاستقباله إلى الرىّ وكانوا يظنون انه يقيم بغيرها من البلاد لأنه طالت غيبته وكان لا يملك بقزوين عقارا ، واعتى بشأنه الأكابر سيما رئيس الأئمة حينئذ أبو عبد الله الخليلى رحمهالله ، وفوض إليه تدريس مدرسته وعينت له الحظيرة المنسوبة إليه فى الجامع وابتدأ بالتفسير فيها فى أواخر ربيع الأول من السنة ، وأقبلت عليه المتفقهة وأولاد المعارف واستتب أمره ، وكان ينتابه جماعة من صلحاء المحترفة ، وأهل السوق زرافاتا ووجدانا يتلفقون منه الفقه والكلام بالفارسية.
رأيت منهم فى صغرى كهلا من الصالحين يقال له : عثمان الحلاج يأتيه كل يوم وقت العصر ، بعد ما يحصل قوته من الحلج لدرس المهذب للشيخ أبى إسحاق الشيرازى ، إلى أن ختم الكتاب فكأن يقال أنه سرد فقه المهذب بتمامه بالفارسية حفظا ورغب فى مصاهرته الامام أبو الرشيد الزاكانى فتزوج منه والدتى حفظها الله وكان زفافها إليه فى صفر سنة ثلاث وخمسين.
فصل فى معرفته بالفنون
كان رحمهالله فقيها مناطرا فصيحا حسن اللهجة صحيح العبارة جيد الايراد ، يستعين فى المناظرة بالأمثال السائرة ، ويأتى بالاستعارات