طالما قهرتم الأمم وغلبتم الممالك وظفرتم بالأعداء وأما الآن فقد انعكست
أحوالكم ومالك إلّا بمخالفتنا ناموس الهنا والآن قد غلبتنا الأعداء ولا حيلة لنا
بالغلبة بعد أن خربت حصوننا وقتلت رجالنا والآن عليكم أن تختاروا أحد أمرين فأما
أن تسلموا إلى أعدائكم وترتضوا بالذل والهوان وأما أن تزهدوا فى الدنيا وتتشجعوا
فى الموت فتكونوا بذلك قد أكملتم الشجاعة وعزة النفس وخلصتم من إذلال الأعداء
وأعلموا أن الموت فى العز خير من الحياة فى الذل وبعد أن تلا عليهم خطابا طويلا
بهذا الشأن عزم الجميع على قتل أولادهم ونسائهم فى الصباح وطرحهم فى الآبار وبين
الردم وإن يقاتل الرجال حتى الفنا فكان كذلك إذ قتلوا أولادهم ونساءهم وتقدموا
لمحاربة الرومان فقتلوا منهم جمعا غفيرا ولم يكفوا القتال إلى أن لم يبق منهم أحد
وهكذا تم خرابها ورجع من بقى من الرومان إلى بلادهم.