كمدرسة رائقة استعد فيها على هدّو استعدادا باطنيا لذلك العمل العظيم الذى
جاء لأجله وكان معا أن يجريه فى باقى حياته والذى أثرت نتائجه وأى تأثير فى جميع
أمم الأرض وشعوبها وأحوالها وعاداتها. وقد سكت الأنجيليون عن ذكر بقية أخبار يسوع
قبل شروعه فى عمله العظيم علنا ولم يذكروا سوى حادثة واحدة أخبرنا بها لوقا البشير
بقوله ولما كانت له أثنتا عشرة سنة صعد مع أبويه إلى أورشليم كعادة العيد وبعدما
أكملوا الأيام بقى عند رجوعهما الصبى يسوع فى أورشليم ويوسف وأمه لم يعلما وإذ
ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف ولما لم
يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه وبعد ثلاثة أيام وجداه فى الهيكل جالسا فى وسط
المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته فلما أبصراه
اندهشا وقالت له أمه يا بنىّ لماذا فعلت بنا هكذا هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك
معذّبين فقال لهما لماذا كنتما تطلبانى ألم تعلما أنه ينبغى أن أكون فى مالايى.
ويوم الأثنين
فى ١١ نيسان من سنة ٣٠ دخل يسوع أورشليم دخولا حافلا وكان يحتف به جمع كثير من
الناس فدخل الهيكل ليطرد منه الذين كانوا قد جعلوه مكانا للبيع والشراء وكان
الجموع يصرخون قائلين أوصنا مبارك الآتى باسم الرب.