فقال له
فيروراس لقد أصبت فالأولى ان ندبر طريقة نهلكه بها قبل أن يتمكن من أهلاكنا. ثم
قالت الجارية بأنهما أتفقا على أن يذهب انتيبطرس إلى رومية ويقيم فيروراس مع الملك
فيحتال عليه حتى يقتله ثم يعود انتيبطرس فيملك. فتأكد هيرودس كلام الجارية لأنه
كان قد أمر انتيبطرس بأن لا يقول لعمه أنه وعد بالملك وكان ذلك سرا فحينئذ اطلق
الجارية وقبض على خادم انتيبطرس وشدد عليه فأقر بأن سيده انتيبطرس استحضر سما من
مصر ودفعة لفيروراس وقال له متى مضيت أنا على رومية أحتل على الملك وأقتله به فأخذ
فيروراس السم واعطاه لأمراته.
فعند ذلك أمر
الملك أمرأة أخيه باحضار ذلك السم فخافت وأخذت السم وطرحت ذاتها من مكان عال لتموت
فلم تمت فأحضرت إلى هيرودس فأمرها أن تصدقه الخبر وتهددها بسوء العقاب ان لم تتكلم
الصدق فقالت أيها الملك أن زوجى استدعانى فى اليوم الذى مات فيه بعد ذهابك غليه
ورجوعك وقال لى قد رأيت ما تفضل به أخى علىّ من محبيئه وبكائه لما رآنى فى حالة
التلف وما وعدنى به من الجميل لمن اخلفه بعدى وقد كان ذلك الظالك انتيبطرس قد
خدعنى وكان يقوينى فحملنى على العزم على قتل أخى وأعطانى سما قاتلا لآقتله به وقد
كدت أفعل ذلك والآن أسرعى وأتينى بالسم الذى أعطانى إياه انتيبطرس الباغى واسكبيه
أمامى لئلا يظفر به انتيبطرس من بعدى فيقتل أخى. ففعلت كما أمرت وإبقيت من ذلك
قليلا لاريه لسيدى الملك إذا سألنى عنه ثم أخرجت السم فأمر هيرودس بحفظه وارسل
أمرأة أخيه إلى منزلها وكتب على انتيبطرس يأمره بالحضور من رومية بدون تأخر فحضر
ومعه