المودة بين العجم واليهود فلم يركن هيرودوس إليه وأما هر كانوس وفيلو فأنخدعا بمقاله وخرجا إليه فأكرمهما وأرتحل من أورشليم وأخذهما معه ولما سار إلى بلاد الشام قبض عليهما وقتل فيلو نفسه أما انتيغونوس فقطع إذن هر كانوس لكى لا يصلح أن يكون كاهنا فيما بعد. ثم وجه ملك الفرسى انتيغونوس ليملكه فى أورشليم.
فلما بلغ هيرودس موت أخيه وقطع أذن هر كانوس فرّ بعياله إلى جبال الشراه (١) ووضعهم عند أخيه يوسف وسار متوجها إلى رومية فمر فى مصر وذهب إلى كليوباترا الملكة فأكرمته بالهدايا وأعطته سفنا ورجالا لتكون بخدمته وذهب فى طريقه إلى رومية ونزل عند صديقه انطونيوس صاحب جيش قيصر فأكرمه غاية الأكرام ثم مثل بين يدى أوعسطوس قيصر ولما اطلعه على كل الحوادث التى جرت له وكيف أن ملك العجم ملّك انتيغونوس اتفق قيصر وانطونيوس والشيوخ فى رومية على تمليك هيرودس على اليهودية وكان ذلك سنة ٤٠ ق. م فتوّجع قيصر وأمر بأن يضرب أمامه بالأبواق وينادى بأن أوغسطوس قد ملّك هيرودس على اليهودية وعلى أورشليم.
__________________
(١) وهى بلاد الكرك والبلقاء والشوبك.