بأصالتها ، مثل قولهم : إمّعة (١) ، لأنّ الميمين لو كانا أصلا لأدّى إلى أن يكون من باب يين (٢) اسم مكان ، وهو نادر ، فحكم بزيادة الثانية ، فوجب أن تكون الهمزة أصلا.
فأمّا «تنضب» ـ وهو شجر يتّخذ منه القسيّ (٣) ـ فالتاء فيه زائدة ، لأنّها لو كانت أصلا لم يخل من أن تكون النّون بعدها أصلا أو زائدة ، وكلاهما يؤدّي إلى ما ليس من أبنيتهم ، فوجب أن تكون التاء زائدة.
فإن قيل : فأنتم إذا حكمتم بزيادة التاء أدّى إلى أن يكون وزنه تفعلا ، «وتفعل» ليس من أبنية الأسماء فالجواب أنّ الوزن إذا تردّد بين أن تكون حروفه أصولا وليس من أبنيتهم وبين أن يكون بعضها زائدا وليس من أبنيتهم كان الحكم بزيادة البعض أولى ، ووجهه هو أنّ (٤) الأبنية الأصول قليلة محصورة ، والأبنية التي فيها الزّيادة كثيرة لا تكاد تنحصر ، فإذا تردّد هذا بين أن يكون من قليل أو من كثير كان جعله من الكثير أولى ، وهذا جار في كلّ ما يأتي في (٥) مثل ذلك.
وأمّا تدرأ [للقوّة والعدّة](٦) فالكلام في التاء وزيادتها مع الهمزة آخرا كالكلام في تنضب مع النّون [ثانيا](٧) إلّا أنّه إنّما ينهض على مذهب سيبويه ، إذ ليس في الكلام عنده فعلل (٨) فيحتاج إلى جهة أخرى من الدّليل ، فيرجع إلى الاشتقاق ، وهو مشتقّ من «درأته» إذا دفعته ، لأنّ التّدرأ المدافعة (٩) فالاشتقاق مشعر بزيادة التاء.
وأمّا / «تتفل» [لولد الثّعلب](١٠) فتاؤه زائدة ، لأنّ من لغاته تتفل (١١) [بوزن طحلب
__________________
(١) هو العاجز الذي لا رأي له ، انظر الكتاب : ٤ / ٢٧٦ ، والمنصف : ١ / ١١٦ ، ٣ / ١٨ ، والصحاح (أمع) ، وسفر السعادة : ٩٠
(٢) هو اسم واد بين ضاحك وضويحك وهما جبلان ، انظر سر الصناعة : ٧٢٩ ، ومعجم البلدان (يين)
(٣) تنضب : شجرة ذات شوك ، انظر السيرافي : ٥٦٠ ، ٦٢٦ ، ٦٤٨ ، وسفر السعادة : ١٨٧
(٤) سقط من د : «أنّ». خطأ.
(٥) سقط من ط : «في».
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د ، وانظر السيرافي : ١٣٤ ، ٦٤٩ ، واللسان (درأ).
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٨) انظر ما سلف ورقة : ١٤٢ أمن الأصل ، والكتاب : ٤ / ٢٦٩
(٩) انظر اللسان (درأ).
(١٠) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د. وانظر السيرافي : ٦٢٦
(١١) انظر الكتاب : ٤ / ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، والمقتضب : ٣ / ٣١٨ ، والسيرافي : ٦٤٨.