«فصل : وتقول : لا أب لك ، ولا غلامين لك ، ولا ناصرين لك».
قال الشيخ : وإنّما أورد ذلك وإن كان معلوما على القياس المتقدّم لأجل اللّغة الأخرى التي ذكرها (١) بعده (٢) ، لكونها على خلاف القياس ، وهو قوله : «وأمّا قولهم : لا أبا لك ، ولا غلامي لك ، ولا ناصري (٣) لك» إلى آخره.
قال الشيخ : يعني أنّ هذه اللّغة شاذّة ، لأنّه أعطي أحكام الإضافة وفيه ما يأباها من اللّفظ والمعنى.
وقوله : «فمشبّه في الشّذوذ بالملامح» لأنّ ملامح جمع لمحة ، وقياسه لمحات أو لماح (٤) ، ومذاكير جمع ذكر ، وقياسه ذكور (٥) ، و «لدن غدوة» قياسه الخفض ، والنصب شاذّ (٦).
وقوله : «وقصدهم فيه إلى الإضافة» يريد أنّه مضاف على الحقيقة ، باعتبار المعنى ، وجعل إعطاءه حكم المضاف / لذلك ، ثمّ أكّد كونه مضافا بأن جعل اللّام إنّما زيدت لتأكيد الإضافة ، ثمّ أبدى معنى آخر في مجيئها ، وهو «ما يظهر بها من صورة الانفصال» (٧).
يريد أنّه لمّا تعذّر قضاء حقّ المنفيّ باعتبار المعنى في كونه نكرة قضي حقّه باعتبار اللّفظ بإدخال هذه اللّام ، وكلّ ذلك مؤذن من كلامه بأنّه مضاف حقيقة [لغويّة لا حقيقة اصطلاحيّة](٨) ثمّ أكّد ذلك بقوله : «وقد شبّهت في أنّها مزيدة (٩) ومؤكّدة ب «تيم» ، الثاني في (١٠) : «يا تيم تيم عديّ».
__________________
(١) في د : «يوردها».
(٢) في ط : «بعدها».
(٣) في ط : «ناصرين» ، تحريف.
(٤) بعدها في د : «كقصة وقصاع».
(٥) بعدها في د : «أو ذكران».
(٦) انظر شرح التسهيل لابن مالك : ٢ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨.
(٧) ما بين «» كلام الزمخشري ، انظر المفصل : ٧٨.
(٨) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٩) في المفصل : ٧٨ «مزيلة» ، تحريف. وفي شرح ابن يعيش : ٢ / ١٠٧ «مزيدة» كما أثبت.
(١٠) أي في بيت جرير :
يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم |
لا يلقينكم في سوءة عمر |
وتقدم ق : ٦٣ من الأصل.