قال الحافظ محب الدين (١) : «لم يزل مسجد قباء على ما بناه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى أن بناه عمر بن عبد العزيز ، حين بنى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ووسعه ، ونقشه بالفسيفساء ، وسقفه بالساج ، وعمل له منارة ، وجعل له أروقة ، وفي وسطه رحبة ، وتهدم حتى جدده جمال الدين الأصبهاني ، وزير بني زنكي في سنة خمس وخمسين وخمسمائة».
قال (٢) : «وذرعته ، فكان طوله ثمانية وستين ذراعا تشف قليلا ، وعرضه كذلك ، وارتفاعه في السماء عشرون ذراعا ، وطول منارته من سطحه اثنان وعشرون ذراعا ، وعلى رأسها قبة نحو العشرة أذرع ، وفي المسجد تسع وثلاثون أسطوانة بين كل اسطوانتين سبعة أذرع شافة ، وفي جدرانه طاقات في كل جانب ثمان طاقات إلا الجانب الشامي ، فإن الثانية سدت بالمنارة ، ومنارته مربعة ، وهي على يمين المصلى».
وقباء : على ثلاثة أميال من المدينة ، وقال الباجي : على ميلين ، وقال القاضي عياض : بنو عمرو بن عوف على ثلثي فرسخ ، وهذا كالقول الأول وهو مروي عن مالك (٣).
ومنها : مسجد الفتح (٤) :
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضياللهعنه قال : حدثني
__________________
(١) ورد عند ابن النجار في الدرة ٢ / ٣٨٠ ، ونقله عنه المطري في التعريف ص ٥٠.
(٢) أي ابن النجار في الدرة ٢ / ٣٨٠.
(٣) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٥٠ نقلا عن الباجي والقاضي عياض.
(٤) يقول السمهودي في وفاء الوفا ص ٨٣٠ : «والمساجد التي حوله في قبلته ، تعرف اليوم كلها بمساجد الفتح ، والأول المرتفع على قطعة من جبل سلع في المغرب غربيه وادي بطحان ، وهو المراد بمسجد الفتح حيث أطلقوه ، ويقال له أيضا : مسجد الأحزاب والمسجد الأعلى... وتسميته بمسجد الفتح : يحتمل أنه سمي به لأنه أجيبت فيه دعوة النبي صلىاللهعليهوسلم على الأحزاب ، فكان فتحا على الإسلام».