قال الحافظ محب الدين (١) : «روي عن ربيعة بن عثمان قال : لم يبق من الأبواب التي كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدخل منها إلا باب عثمان رضياللهعنه».
قال الشيخ جمال الدين (٢) : «فلما بنى الوليد بن عبد الملك المسجد ووسعه جعل له عشرين بابا ، ثمانية جهة المشرق في الحائط القبلي : الأول باب النبي صلىاللهعليهوسلم : سمي بذلك لمقابلته بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، لا لأنه دخل منه عليهالسلام ، وقد سد عند تجديد الحائط ، وجعل منه شباك يقف الإنسان عليه من خارج المسجد ، فيرى حجرة النبي صلىاللهعليهوسلم.
الثاني باب علي رضياللهعنه : كان يقابل بيته خلف بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد سد أيضا عند تجديد الحائط.
الثالث باب عثمان رضياللهعنه : نقل عند بناء الحائط الشرقي قبالة الباب الأول ، الذي كان النبي صلىاللهعليهوسلم يدخل منه ، وهو باب جبريل ، وهو مقابل لدار عثمان رضياللهعنه ، ثم اشترى عثمان رضياللهعنه دارا حولها إلى القبلة والشرق وشمالها الطريق إلى باب جبريل إلى باب المدينة الأول من عمل جمال الدين الأصبهاني ، ومنه يخرج إلى البقيع ، فالذي يقابل باب جبريل عليهالسلام منها اليوم رباط أنشأه جمال الدين محمد بن علي بن منصور الأصبهاني ، وزير بني زنكي ، وأوقفه على فقراء العجم / وجعل له فيها مشهدا فلما توفي حملوه إلى المدينة ودفن فيه ، وكان قد جدد أماكن كثيرة بمكة والمدينة ، منها : باب إبراهيم بمكة وزيادته واسمه مكتوب على الباب
__________________
(١) ورد عند ابن النجار في الدرة ٢ / ٣٧٨ ، ونقله عنه : المطري في التعريف ص ٣٨ ، والمراغي في تحقيق النصرة ص ٧٥.
(٢) ورد عند المطري في التعريف ص ٣٨ ـ ٣٩ ، ونقله عنه : ابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٩٥ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٣٥).