وذكر الشيخ محب الدين (١) ، عن محمد بن الحسن بن زبالة قال : «كان طول منبر النبي صلىاللهعليهوسلم الأول في السماء ذراعين وشبرا وثلاثة أصابع ، وعرضه ذراع راجح / وطول صدره وهو مستند النبي صلىاللهعليهوسلم ذراع ، وطول رمانتي المنبر الذي كان يمسكها صلىاللهعليهوسلم إذا جلس يخطب شبرا وأصبعان ، وعرضه ذراع في ذراع أو يزيد وتربيعه سواء ، وعدد درجاته ثلاث بالمقعد ، وفيه خمسة أعواد من جوانبه الثلاث».
قال الشيخ جمال الدين (٢) : «هذا ما كان عليه في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفي خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضياللهعنهم ، فلما حج معاوية رضياللهعنه في خلافته كساه قبطية ، ثم كتب إلى مروان بن الحكم ـ وهو عامله على المدينة ـ : أن أرفع المنبر عن الأرض ، فدعى النجارين ورفعوه عن الأرض وزادوا من أسفله ست درجات ورفعوه عليها ، فصار للمنبر تسع درجات بالمجلس ، قال ابن زبالة : ثم لم يزد فيه أحد قبله ولا بعده».
قال الشيخ جمال الدين (٣) : «هذا في زمان محمد بن زبالة ، وروي أيضا عن ابن زبالة : أن طول منبر النبي صلىاللهعليهوسلم بما زيد فيه أربعة أذرع ، ومن أسفل عتبته إلى أعلاه تسعة أذرع وشبر ، وذكر ابن زبالة أيضا : أن المهدي بن المنصور لما حج سنة إحدى وستين ومائة ، قال للإمام مالك بن أنس رحمهالله : أريد أن أعيد منبر النبي صلىاللهعليهوسلم على حاله الأول ، فقال له مالك : إنما هو من
__________________
(١) قول محب الدين بن النجار أورده في الدرة ٢ / ٢٦٣ ، ونقله عنه : المطري في التعريف ص ٣٠ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٩٩).
(٢) قول جمال الدين المطري أورده في التعريف ص ٣٠ ، ونقله عنه : ابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٧٤ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٩٩ ـ ١٠٠) ، وراجع لقاء الخليفة محمد المهدي بالإمام مالك والحوار الذي دار بينهما بشأن المنبر ، وما قام به من أعمال الخير نحو أهل الحرمين عند الطبري في تاريخه ٨ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.
(٣) قول جمال الدين المطري أورده في التعريف ص ٣٠ ، ونقله عنه : ابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٧٤ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٩٩ ـ ١٠٠) ، وراجع لقاء الخليفة محمد المهدي بالإمام مالك والحوار الذي دار بينهما بشأن المنبر ، وما قام به من أعمال الخير نحو أهل الحرمين عند الطبري في تاريخه ٨ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.