الإسكندر بن فلقيس من ولد إبراهيم عليهالسلام ، وهو أخو دارا بن دارا ، وذلك أن دارا الأكبر بن بهمن تزوج أم الإسكندر ، وكانت بنت ملك الروم واسمها هلايا (١). وقيل : كان أبوه فيلبوس اليوناني ، وقيل : إن الإسكندر هو أخو دارا الأصغر ، والصحيح : أن هذا هو الإسكندر اليوناني ، والإسكندر الرومي هو المنسوب أولا ، قيل : كان صالحا ولم يكن نبيا (٢) ، وقيل : كان ملكا ، وقيل : إنه من ولد يافث ، وقيل : كان بعد ثمود ، وقيل : كان في الفترة وهو بعيد.
وبنى اثنى عشر مدينة : الإسكندرية ، وثلاثة بخراسان هراة ومرو وسمرقند ، ومدينة بأصبهان يقال لها : جيّ بنيت مثال الحية ، ومدينة بالأرض اليونانية يقال لها هيلايوس ، ومدينة ببابل (٣).
يروى أنه لما نزل بالجبل الذي بين أرمينية وخراسان أصاب فيه مكانا يخرج منه الديلم والخوز ، والترك ، فصنع أبوابا من نحاس وحديد معجون ، وكتب على الباب : أن الأمم يجتمعون وراء هذا الباب في سنة أربع وستين وثمانمائة من الألف الآخر الذي فيها العباد عند انقضاء العرب بكثرة الخطايا والذنوب يلحق الناس سخط من ربهم ، فيرسل الله عليهم ملك يأجوج ومأجوج ، فيجتمعون خلف هذا الباب فيدعون الله باسمه الأعظم فيسقط جميع ما صنعت من الأبواب والسد ، فلا يحتاجون إلى مفتاح. حكاه وهب في كتاب «التيجان».
__________________
(١) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ١ / ٥٧٨.
(٢) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ١ / ٥٧٧ ، ابن الجوزي : المنتظم ١ / ٢٨٧ ، ٤٢٤ ، ابن كثير : البداية ٢ / ٩٥.
(٣) انظر : الطبري : تاريخ الرسل ١ / ٥٧٨.