حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم / ثم يحيا إلى زمن المسيح وليس ذلك بطويل ، قال : وإن صح أنه من ولد آدم لصلبه فله على بعض الحساب ستة آلاف سنة وأربعمائة سنة فكيف يكون حيا؟ (١).
قلت : أما حجته بالآية الكريمة ، فالحجة عليه بالآية نفسها ، وذلك أنه ليس الخضر مخلدا في الدنيا ، إذ الخلود لا موت معه ، وقد جاء في الأخبار أنه يموت عند إرتفاع القرآن ، ولا يسمى هذا خالدا ، بل يسمى معمرا ، فبطل ما احتج به ، ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عن إبليس اللعين (رَبِّ فَأَنْظِرْنِي)(٢) ولم يقل خلدني ، وها هو حيّ إلى قيام الساعة على أحد الأقوال.
وقد أجبت بهذا القول ولم أسمع به ولم أظن أني سبقت إليه ، فإذا القاضي تاج الدين بن عطاء الله ـ رحمهالله تعالى ـ رد على ابن الجوزي في هذه المسألة نفسها في كتابه «لطائف المنن» (٣) فوافق قولي قوله ولله الحمد والمنة (٤).
قال الثعلبي : والخضر على جميع الأقوال نبي معمر محجوب عن الأبصار ، وقيل في نبوته قولان (٥).
__________________
(١) قول ابن الجوزي أورده في كتابه المنتظم ١ / ٣٦٤.
(٢) سورة الحجر آية (٣٦).
(٣) قول ابن عطاء الله ورد في كتابه لطاتف المنن ص ١٥٤.
(٤) الصواب أنه لم يبق ، إذ لو كان حيا لما وسعه إلا الحضور إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذ لو حضر لاشتهر ذلك.
(٥) راجع : ابن الجوزي : المنتظم ١ / ٣٥٨ ، القرطبي : الجامع ١١ / ٢٩ ، وساق ابن كثير في البداية ١ / ٣٠٥ أربعة أدلة على نبوة الخضر عليهالسلام ، وختم الحديث بقوله : «فدلت الوجوه الأربعة على نبوته».