ولم يزل المسلمون يعملون فيه حتى أتموه (١). وحفره صلىاللهعليهوسلم طولا من أعلى وادي بطحان غربي الوادي مع الحرة إلى غربي المصلى ـ مصلى العيد ـ ثم إلى مسجد الفتح ، ثم إلى الجبلين الصغيرين الذين في غربي الوادي ، يقال لأحدهما : راتج (٢) ، وللآخر جبل بني عبيد (٣).
وأقبلت قريش وكنانة ومن تبعهما من الأحابيش في عشرة آلاف ، حتى نزلوا بمجتمع السيول من رومة من وادي العقيق ، وقائدهم أبو سفيان (٤).
وأقبلت غطفان وبنو أسد ومن تبعهما من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نقمى (٥) إلى جانب أحد ـ ما بين طرفي وادي النقا (٦) ـ وقائدهم عيينة بن حصين ، وأتى الحارث بن عوف في بني مرة ، ومسعود بن رحيلة في أشجع (٧).
وخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون في ثلاثة آلاف حتى جعلوا ظهورهم
__________________
(١) انظر : ابن هشام : السيرة ٢ / ٢١٦ ، الطبري : تاريخ الرسل ٢ / ٥٦٦.
(٢) راتج : اسم أطم من آطام المدينة كانت ليهود بني زعوراء ، وراتج جبيل صغير غربي وادي بطحان.
انظر : الفيروز ابادي : المغانم ص ١٤٩ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ١١٧٣.
(٣) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٦٥ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٥٨ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٧٣) وجبل بني عبيد : يقع بمنازلهم غربي مسجد الفتح.
انظر : السمهودي : وفاء الوفا ص ١١٧٣.
(٤) كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٥٢ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٥٨ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٧٣ ـ ٧٤).
(٥) نقمي : موضع من أعراض المدينة قريب من أحد.
انظر : الفيروز ابادي : المغانم ص ٤١٤ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ١٣٢٣.
(٦) النقا : بالفتح والتخفيف ، اسم لمكان غربي المصلى إلى منزلة الحجاج غربي وادي بطحان ، والوادي يفصل بين النقا والمصلي.
انظر : الفيروز ابادي : المغانم ص ٤١٤ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ١٣٢٢.
(٧) انظر : الواقدي : المغازي ٢ / ٤٤٣ ، ابن هشام : السيرة ٢ / ٢١٥ ، ابن سعد : الطبقات ٢ / ٦٦ ، ابن النجار : الدرة الثمينة ٢ / ٣٥٢.