التتار ، وقتل الخليفة المستعصم بالله ، فشغر كرسي الخلافة ، ولم يجرؤ واحد من حكام المسلمين
على إعادة الخلافة إلى سابق عهدها ، حيث تقوقع كل منهم في دويلته ، وشغل بمقاومة
الأخطار الخارجية ، خاصة تلك التي يبيتها التتار والصليبيون ، وظل الأمر كذلك حتى
اعتلى الظاهر بيبرس السلطنة في مصر سنة ٦٥٨ ه ، فبعد توطيد سلطانه بقمع
الفتن الداخلية ، بادر سلطان مصر إلى إحياء الخلافة العباسية في القاهرة ، لإيجاد
سند شرعي لسلطنته ضد أعدائها في الداخل والخارج ، يكسبها مركزا مرموقا حتى تبدو
حامية حمى الإسلام والمسلمين ، وإذا لم يكن الظاهر بيبرس أول من فكر في نقل
الخلافة العباسية إلى القاهرة ، فإنه أول من نجح في
__________________