«رأيت الليلة أني أصبحت على بئر من الجنة ، فأصبح على بئر غرس ، فتوضأ منها وبزق فيها» (١).
وغسل منها حين مات صلوات الله عليه وسلامه (٢).
قال الحافظ محب الدين (٣) : «وهذه البئر بينها وبين مسجد قباء نحو نصف ميل ، وهي في وسط الشجر وقد خربها السيل وطمها ، وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب وريحه الغالب الأجون ، وذرعتها فكان طولها : سبعة أذرع شافة ، منها ذراعان ماء ، وعرضها : عشرة أذرع».
قال الشيخ جمال الدين (٤) : «وهي شرقي مسجد قباء إلى جهة الشمال ، وهي بين النخيل ويعرف مكانها اليوم وما حولها بالغرس ، وهي ملك بعض أهل المدينة ، وجددت بعد السبعمائة ، وهي كثيرة الماء وعرضها : عشرة أذرع ، وطولها : يزيد على ذلك ، وماؤها عذب ، لكن يغلب عليه الخضرة».
الخامسة بئر البصة (٥) :
عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول
__________________
(١) أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٤٣ عن إبراهيم بن إسماعيل ، والمطري في التعريف ص ٥٧ عن إبراهيم بن إسماعيل.
(٢) له شاهد أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ٢٨٠ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان يستطيب ماء غرس ويشرب منها ويبارك فيها وقال لعلي : إذا مت فاغسلني من ماء غرس ، وغسل منها حين مات ، وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة ١ / ١٦١ ، والبيهقي في الدلائل ٧ / ٢٤٥.
(٣) قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة ٢ / ٣٤٣ ، ونقله عنه : المطري في التعريف ص ٥٧ ، والمراغي في تحقيق النصرة ص ١٧٠ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٤٨).
(٤) قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص ٥٧ ، ونقله عنه : المراغي في تحقيق النصرة ص ١٧٠ ـ ١٧١ ، ابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٤١ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٤٨).
(٥) البصة : بضم الباء وفتح الصاد المشددة بعدها هاء ، من بص الماء بصا أي رشح ، وهي بئر قريبة من البقيع على يسار السالك إلى قباء.
انظر : الفيروزابادي : المغانم ص ٣٠ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ٩٥٤.