وفي عدم حرها عبرة وسببه خفة سيرها ، وفي استرسال دبيبها قدرة وسببه عدم أكلها ، وفي عدم أكلها حرمة وسببه لا يعضد نبتها (١).
قال الشيخ جمال الدين (٢) : «وأخبرتني بعض من أدركتها من النساء أنهن كن يغزلن على ضوئها بالليل على أسطحة البيوت».
قال رحمهالله (٣) : «وظهرت بظهورها معجزة من معجزات رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، وهي ما ورد في الصحيحين (٤) من حديث أبي هريرة ـ رضياللهعنه ـ قال : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، : «لا تقوم الساعة حتى تظهر نار بالحجاز تضيء بها أعناق الإبل ببصرى» (٥) فكانت هي هذه النار إذ لم يظهر قبلها من أيامه صلىاللهعليهوسلم نار مثلها.
ثم قال رحمهالله (٦) : «وظهر لي في معنى أنها كانت تأكل الحجر ولا تأكل الشجر أن ذلك / لتحريم سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم شجر المدينة فمنعت من أكل شجرها إكراما له لوجوب طاعته وهذا من أوضح معجزاته صلىاللهعليهوسلم».
__________________
(١) تعليق المؤلف على تأثير النار في الصخر نقله عنه : ابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٩١ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٢٨).
(٢) قول المطري ورد في كتابه التعريف ص ٦٤ ، ونقله عنه : المراغي في تحقيق النصرة ص ١٩٠ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٩٢ ، والسمهودي في وفاء الوفا ص ١٤٧ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٢٩).
(٣) قول المطري ورد في كتابه التعريف ص ٦٤ ، ونقله عنه : المراغي في تحقيق النصرة ص ١٩٠ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٩٢ ، والسمهودي في وفاء الوفا ص ١٤٧ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٢٩).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الفتن باب خروج النار عن أبي هريرة برقم (٧١١٨) ٢ / ١٢٨ ، ومسلم في كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز عن أبي هريرة برقم (٤٢) ٤ / ٢٢٢٧ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٤٤٣ عن أبي هريرة ، وذكره ابن كثير في البداية ١٣ / ٢٠٤ وعزاه للشيخين.
(٥) بصرى : بالضم والقصر ، مدينة بالشام ، وهي قصبة حوران على ثلاث مراحل من دمشق.
انظر : ياقوت : معجم البلدان ١ / ٤٤١.
(٦) أي جمال الدين المطري في كتابه التعريف ص ٦٤.