وعن مالك ، عن رجل ، قال : دخل عليّ زيد بن ثابت وأنا بالأسواف (١) قد اصطدت نهسا (٢) ، فأخذه من يدي فأرسله (٣). الرجل هو : شرحبيل بن سعد الأنصاري (٤) ، ولم يسمه مالك لأن في حديثه بعض الضعف. وشرحبيل : اسم أعجمي ، وكذلك شراحيل ، قال عيسى بن عمرو : أحسبهما منسوبين إلى إيل مثل جبرائيل وميكائيل وإيل هو الله عزوجل.
وعن أبي بكر بن النعمان بن عبد الله بن كعبل بن مالك ، عن أبيه ، عن جده كعب بن مالك قال : «حرّم رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، الشجر بالمدينة بريدا في بريد وأرسلني فأعلمت على الحرم على شرف ذات الجيش ، وعلى مشيرب ، وعلى أشراف المجتهر ، وعلى تيم» (٥).
وفي السنن لأبي داود (٦) ، من حديث عدي بن زيد قال : «حمى رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم كل ناحية من المدينة بريدا في بريد : لا يخبط شجرها ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل».
وعن النعمان بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده كعب بن مالك ـ رضي
__________________
(١) الأسواف : بالفتح ، اسم حرم المدينة ، وقيل : موضع بعينه بناحية البقيع. انظر : ياقوت : معجم البلدان ١ / ١٩١ ، الفيروز ابادي : المغانم ص ١٥ ، السمهودي : وفاء الوفا ص ١١٢٥.
(٢) النهس : طائر يشبه الصرد يصيد العصافير وينهس لحمها. انظر : الدميري : حياة الحيوان ٢ / ٣٢٣.
(٣) أخرجه مالك في الموطأ ٢ / ٨٩٠ بلفظه ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٦ بنحوه وعزاه لأحمد والطبراني في الكبير وقال : «رجاله رجل الصحيح».
(٤) شرحبيل بن سعد ، أبو سعد الخطمي المدني ، صدوق اختلط بآخرة وضعفه أكثر من واحد (ت ١٢٣ ه). انظر : ابن حجر : التهذيب ٤ / ٣٢٠ ـ ٣٢٢.
(٥) أخرجه الطبراني في الكبير ١٩ / ٩٨ عن كعب ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ١٠٢ وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط ، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٢٣٨ عن كعب ، والسمهودي في وفاء الوفا ص ٩٧.
(٦) أخرجه أبو داود في سننه عن عدي بن زيد برقم (٢٠٣٦) ٢ / ٢١٧ ، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٣٨ عن عدي بن زيد ، والسمهودي في وفاء الوفا ص ٩٦ عن عدي بن زيد.