بغاها أو كادها بسوء أذابه الله تعالى كما يذوب الملح في الماء» (١).
وخرّج البخاري في صحيحه (٢) ، من حديث سعد بن أبي وقاص ، عن النبي ، / صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء».
وعن محمد بن جابر بن عبد الله ، عن أبيه قال : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، : «من أخاف أهل المدينة أخافه الله» (٣).
وعن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المدينة مهاجري فيها مضجعي وفيها مبعثي ، حق على أمتي حفظ جيراني ما اجتنبوا الكبائر ومن حفظهم كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ومن لم يحفظهم سقي من طينة الخبال» (٤). قيل للمزني (٥) : ما طينة الخبال؟ قال : عصارة أهل النار يعني الدم والقيح.
__________________
(١) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٥ وعزاه لابن ماجة والبزار ، وأخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار ٢ / ٥٢ وقال الهيثمي : قال البزار لا نعلمه عن عمر إلا من هذا الوجه ، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (٣٨١٢٣) وقال السيوطي رواه البزار عن ابن عمر وتفرد به عمرو بن دينار البصري وهو لين ، وأخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٣٥ عن عمر.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب من كاد أهل المدينة عن سعد برقم (١٨٧٧) ٢ / ٢٧١ ، وابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٣٥ عن سعد.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٩٣ عن جابر ، والبخاري في التاريخ الكبير ١ / ١١٧ ، ٣ / ١٨٦ ، والطبراني في الكبير ٧ / ١٦٩ عن ابن خلاد.
(٤) أخرجه ابن عدي في الكامل ٥ / ١٧٦٢ عن معقل عن عائشة ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٣١٠ وعزاه للطبراني عن معقل ، والمتقي في كنز العمال برقم (٣٤٨٨٥) وعزاه السيوطي للدارقطني بالافراد عن جابر ، وأخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٢٣٦ عن معقل بن يسار المزني.
(٥) المزني هو : معقل بن يسار ، كان ممن بايع تحت الشجرة ، مات بالبصرة في آخر خلافة معاوية. انظر : ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ١٤٣٢ ، ابن حجر : التهذيب ١٠ / ٢٣٥.