فأذن له ، فدخل ، قال : «فإني قد أذن لي في الخروج» فقال أبو بكر : الصحابة بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : نعم ، فقال أبو بكر : [فخذ](١) بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين ، قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : «بالثمن» (٢).
قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز ، وصنعت لهما سفرة في جراب.
السفرة : طعام يتخذه المسافر ، وكان أكثر ما يحمل في جلد مستدير ، فنقل اسم الطعام إلى الجلد ، كالراوية اسم البعير ونقلت إلى المزادة (٣). قاله الخليل.
قالت عائشة : فقطعت أسماء ابنة أبي بكر قطعة من نطاقها ، فربطت به على فم الجراب ، فلذلك سميت : ذات النطاقين.
النطاق أن تأخذ المرأة الثوب فتشتمل به ثم تشد وسطها بخيط ، ثم ترسل الأعلى على الأسفل (٤).
أسماء ابنة أبي بكر ، رضياللهعنه ، تزوجها الزبير بن العوام ، فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر وخديجة وأم الحسن (٥) ، توفيت سنة ثلاث وسبعين بمكة (٦) ، جميع ما روت ثمانية وخمسون حديثا (٧).
__________________
(١) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٢) أخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة عن عائشة.
والبيهقي في دلائل النبوة ٢ / ٤٧٣ عن عائشة.
(٣) عن تفسير معنى «السفرة» انظر : ابن حجر : فتح الباري ٧ / ٢٣٦ ، ابن منظور : اللسان مادة «سفر».
(٤) عن تفسير معنى «النطاق». انظر : ابن هشام : السيرة ١ / ٤٨٦ ، ابن حجر : فتح الباري ٧ / ٢٣٦ ، ابن منظور : اللسان مادة «نطق» ، محب الطبري : الرياض النضرة ١ / ٨٤.
(٥) انظر : ابن الجوزي : المنتظم ٦ / ١٣٠ ، محب الطبري : الرياض النضرة ٢ / ٣٦٨ ـ ٣٧٥.
(٦) انظر : ابن عبد البر : الاستيعاب ٤ / ١٧٨٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ٦ / ١٣٠ ـ ١٣١.
(٧) انظر : ابن الجوزي : تلقيح فهوم ص ٣٦٤.