تبعد بضعة أميال عن الطائف فاستيقظت عندئذ الحكومة وأصدر ناظر الحربية الهاشمية أمير اللواء صبري باشا أوامره إلى جنود النظام بالدفاع ، فخرجوا من الطائف وهم نحو أربعمائة ، ومعهم بعض المدافع الجبلية والرشاشة إلى الحوية يصدون الإخوان ، فاشعرت بينهم وبين سرايا الجيش هناك معركة دامت بضع ساعات ، كانت الغلبة فيها للإخوان ، وتقهقر النظاميون إلى جهة الطائف ، فانضم إليهم جند من البدو ورابطوا معهم في الهضاب الغربية من البلد إلى الشمال والشمال الغربي منه. هناك وقفوا ثانية وشرعوا يطلقون عليهم المدافع فاستمروا في مناوشتهم دون أن يتمكنوا من ردهم ثلاثة أيام.
وعند ما وصلت أخبار الهزيمة الأولى إلى مكة أمر جلالة الملك ابنه عليّا بإنجاد الجيش المدافع ، فجاء الأمير مسرعا بسرية من الخيالة وأخرى من الهجانة ، أما النجدة التي مشت في طريق السيل فلم تصل إلّا بعد سقوط الطائف ، وصل الأمير يوم الخميس ٥ صفر فدخل الطائف ليلا وخرج منها في عصر ذلك اليوم ليعسكر في الهدى ، وكان الجيش النجدي يزداد عددا وقوة فاضطر الجند النظاميون أن يتقهقروا إلى المدينة.
وفي صباح يوم الجمعة ٦ صفر : تقدّم الإخوان وصار رصاصهم قرب الظهر من ذاك النهار يقع داخل السور ، فاستحوذ الذعر والخوف على الأهالي ، وكان الأشراف في مقدمة الهاربين ، فقد خرج في أصيل يوم الجمعة أمير الطائف الشريف شرف بن راجح ، ووزير الحربية وجنوده النظاميون ، وسائر الأمراء والموظفين.
وبعد خروج الأشراف والجيش بساعة أو ساعتين في غسق ذاك اليوم