الساعة العاشرة والدقيقة (٤٥) شرّف صاحب الجلالة الملك المعظم فاستقبل استقبالا يليق بجلالته وجلس في المكان الخاص ، وبعد أن استراح قليلا وقف الشيخ إبراهيم بن معمر رئيس الديوان الخاص وافتتح الحفلة بأمر من جلالة الملك فألقى الكلمة الآتية :
سادتي وإخواني
أحييكم بتحية الإسلام وأرحّب بمقدمكم الميمون وأقدم لكم جزيل الشكر وأوفر الثناء على تلبيتكم لهذه الدعوة ، أيها السادة إن هذه الحفلة التي تقام ابتهاجا بصنع كسوة الكعبة المشرّفة في مكة المكرمة في عهد صاحب الجلالة مليكنا المحبوب حفلة لأشرف عمل قام في الحجاز على يد الإمام عبد العزيز لخدمة البيت المعظم ، كما أن هذا العمل ليس أول بركات جلالة الملك في هذه البلاد الطاهرة بل هو إحدى حلقات سلسلة من الأعمال الدينية والدنيوية النافعة لا أراني في حاجة إلى تعدادها فهي مائلة إلى العيان ولا خبر بعد عيان ومن شاهد استغنى عن البرهان ، وسيتلوها إن شاء الله تعالى من ضروب الإصلاح ما هو أعظم وأفخم [...] هذه البلاد في عهدها الزاهر مزدانة لكل ما تقربه عين الإسلام ويبهج نفوس المسلمين ثم ألقى الأديب الشيخ أحمد الغزاوي خطابا ، وتلاه الشيخ إسماعيل الغزنوي فبحث في مسألة الكسوة وكيفية صنعها في هذا العام. وبعد الانتهاء من الخطابات بوشر بعرض الكسوة الشريفة والحزام والسجف على الحاضرين وقد نالت استحسان الجميع لمتانتها وحسن صنعها والعناية بحياكتها ، ثم شرّف جلالة الملك وتبعه المدعوون إلى الموضع الذي أعد في شقة المؤتمر العليا فجلس جلالته في رأس